وكأنها مطاردة بين القط والفأر, تجري علي أرض الواقع, الذي يشكل العلاقة الشائكة مابين إسرائيل بكل جبروتها العسكري وقدراتها المدعومة أمريكيا لتتفوق علي كل السلاح العربي, وبين حزب الله اللبناني الذي أهان الجيش الاسرائيلي وجعله يتقهقر, نتيجة ضربات نوعية موجعة خلال سنوات تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي وخلال حرب إسرائيل علي لبنان في يوليو.2006 كلما ظهر مسئول إسرائيلي عسكري أو حكومي علي شاشات التليفزيون متحدثا عن حزب الله إلا وهدد وتوعد بإزالته من الوجود,فيظهر رد فعل حزب الله جليا علي وجه أمينه العام السيد حسن نصر الله, بسمة عريضة وكأنها تقول في مضمونها ومغزاها لو شاطرة ياإسرائيل اعمليها,فلماذا تهدد إسرائيل لبنان في صورة حزب الله في كل مناسبة ؟ولماذا يرد حزب الله علي تهديدات اسرائيل دائما بابتسامة عريضة ؟ومن أين له بكل هذه الثقة ليبتسم دون أن يهتز له رمش؟ حزب الله هو أحد القوي السياسية الفاعلة والمؤثرة في الشارع والسياسة اللبنانية, وهو ربما دون غيره قادر علي الحشد في آية لحظة يختارها ويكفي أن نري عشرات وربما مئات الآلاف من مؤيدي حزب الله كبارا وشبابا وصغارا ونساء خلال إلقاء السيد حسن نصر الله لكلمة ولو قصيرة في آية مناسبة يختارها ليتحدث عبر شاشات ضخمة في أماكن فسيحة بالضاحية الجنوبية معقل الشيعة في بيروت,. وترجع أسباب العداء المستحكم بين حزب الله وإسرائيل لعدة أسباب أولها أن الحزب هو وجه المقاومة الوحيد ضد الوجود الإسرائيلي في لبنان, كما أنه حليف استراتيجي لإيران في لبنان, وقد اعترف السيد حسن نصر الله في أكثر من حوار ومناسبة بأن الحزب يتلقي دعما ماليا وعسكريا من إيران منذ عشرات السنين, مؤكدا أن من لايعجبه الحال من العرب فليتفضل بدعمنا بدلا من إيران, كما أن حزب الله حليف قوي واسترتيجي أيضا للرئيس السوري بشار الأسد ونظام الحكم في سوريا, وليس خافيا علي أحد أن الدعم الإيراني بالرغم من العقوبات المفروضة علي إيران يأتي إلي حزب الله عن طريق سوريا المتحالفة أيضا مع إيران وبينهما إتفاقية دفاع مشترك,وهذا ماجعل السيد حسن نصر الله يذهب إلي أقصي المدي في دعمه للنظام السوري وبشار الأسد,وقد اعترف في كلمة له مؤخرا بأن السلاح الذي حارب به الحزب إسرائيل في2006 هو سلاح سوري بالكامل, وهومايعني أن سوريا زودت حزب الله بالسلاح بما فيه الصواريخ التي طالت حيفا وغيرها داخل العمق الاسرائيلي, وكادت تصل إلي أي مكان في إسرائيل لولا توقف الحرب بعد تدخل مجلس الأمن في.2006 كما أعلن المسئولون الإيرانيون يوم الجمعة الماضية أن حزب الله سيدافع عن إيران بكل سهولة ضد إسرائيل في حال شنت الأخيرة هجوما علي المواقع النووية الإيرانية. وعلي الجانب الآخر فإن حزب الله يملك عشرات الآلاف من الصواريخ متوسطة وطويلة المدي, التي حصل عليها من إيران وسوريا, باعتراف أمينه العام السيد حسن نصر الله,ولعل هذا مادفع السيد نصر الله ليؤكد في أكثر من مناسبة أن النظام في سوريا هم إخواننا في الحرب والشهادة وأنهم حماة المقاومة سواء داخل لبنان أو فلسطين المحتلة0 وأكد نصر الله أن حرب اسرائيل ضد المقاومة في2006 كانت بغرض سحقها بمساعدة أطراف أجنبية وعربية وداخل لبنان, وبرر كلامه بان الحرب كانت تهدف إلي سحق المقاومة بعدد ماتلقته لبنان من هجمات إسرائيلية حيث نفذت إسرائيل10 آلاف غارة جوية, و3آلاف غارة مروحية, وأطلقت177 ألف قذيفة حسب إحصائيات الجيش الاسرائيلي نفسه,واعترف نصر الله صراحة بأنه طلب بعد الحرب من إيران المساعدة في إعادة إعمار الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية في بيروت فأعطته إيران400 مليون دولار. واستراتيجيا تلعب إيران دورا محوريا في لبنان بعلاقاتها الوثيقة مع حزب الله ودعمه ماديا وعسكريا, وهو مايربك حسابات الجانب الإسرائيلي في تقدير إمكانيات حزب الله العسكرية, ولاسيما أن قدرات الحزب التكتيكية فاقت توقعات الجيش الإسرائيلي في حرب2006, ولذلك فإن إسرائيل لاتعتبر نفسها في مواجهة مع حزب الله وحسب, بل في مواجهة مستمرة مع إيران وبشار الأسد أيضا, وهو مايجعل اسرائيل تصرخ في كل مناسبة مطالبة بضرب إيران ومخازن أسلحتها ومنعها من استكمال البرنامج النووي السلمي كما تقول ايران,بل إن اسرائيل ذهبت لأبعد من ذلك بإعلانها أثر من مرة بأنها ستتولي منفردة تدمير المشروع النووي الإيراني, وهو ماردت علي إيران بأن ردها سيكون إزالة اسرائيل من الوجود, وكذلك رد حزب الله علي تهديد إسرائيل لإيران بأنه لن يسكت, ولن يقف موقف المتفرج. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أكد اكثرمن مرة أن لبنان وإيران يجب أن يكونا سندا لبعضهما البعض أكثر من أي وقت مضي ضد إسرائيل والغرب. ويري المراقبون للأوضاع بين إسرائيل وحزب الله أن التحالف بين حزب الله وإيران توليفة خطيرة وملتهبة إزاء ما قد يحدث لاحقا خصوصا في ظل الأحداث السورية وتخوف إسرائيل من وقوع ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية بأيدي حزب الله وهو الأمر الذي قالت عنه اسرائيل: إن نقل الأسلحة الكيماوية إلي حزب الله لن يستغرق أكثر من ساعتين, وهوماجعل الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية ليئور بن دور يقول: إن التهديدات علي إسرائيل و مواطنيها موجودة دائمامن حزب الله الذي يريد مهاجمتنا, ويهدد بإطلاق الصورايخ ضدنا, ويخطط لقتل إسرائيليين سواء في إسرائيل أو خارجها, ولذلك فبإمكانه الحصول علي أسلحة الدمار الشامل في ظل الأزمة السورية. 00وهكذا يصبح لابتسامة السيد حسن نصر الله معني ومغزي, فالحزب يمتلك ترسانة أسلحة متطورة من بينها الصواريخ, ويقول إن بمقدورها ضرب العمق الإسرائيلي, ولديه جهوزية دائما مفتوحة علي كل الاحتمالات, ولديه تحالف قوي واستراتيجي مع إيران شبه النووية, ومع نظام بشار الأسد الذي اعترف صراحة بحيازته أسلحة كيماوية وبيولوجية, قد ينقلها أوبعضها إلي حزب الله حليفه القوي في لبنان في آية لحظة, نكاية في إسرائيل والمجتمع الغربي الذي يدعم المعارضة السورية بالمال والسلاح, فإلي متي تظل إسرائيل تهدد لبنان وحزب الله ؟وإلي متي يبتسم حزب الله وكان الأمر لايعنيه, لأنه جاهز بالرد القاسي علي حد تعبيره؟