بالرغم من علو طنين طبول الحرب التى تقرعها الولاياتالمتحدة ضد إيران ليل نهار.. والتهديدات التى يكررها كبار المسئولين فى إدارة الرئيس ترامب بمن فيهم ترامب نفسه والحشود العسكرية الأمريكية التى تملأ الخليج حاليا.. فإن واشنطن لن تخاطر وتطلق رصاصة واحدة ضد إيران.. ولن يجرؤ ترامب على المخاطرة بمقتل جندى أمريكى فى الخليج دفاعا عن الدول العربية الخليجية إلا إذا كان الثمن الذى سوف يحصل عليه مقابل ذلك يزيد على 10 أضعاف ما كان يرغب به فهو رئيس يمارس السياسة بمنطق «السمسار» التى هى مهنته الأساسية. فالولاياتالمتحدة لم تدافع أبدا عن أية دول عربية ولن تدافع إلا إذا تأكدت أن تلك الدولة قادرة على دفع أضعاف ما قد تتحمله الولاياتالمتحدة أو أن مصالحها المستقبلية تحتم عليها خوض حرب أو التضحية بجندى أمريكي.. ناهيك عن قضية حماية إسرائيل وأمنها الذى لايبدو أنه لا حدود له! وواشنطن تقول إنها لا تريد الحرب وطهران تقول إنها لا تريد الحرب ودول الخليج لا تريد الحرب.. إذن ماذا تريد أمريكا من إيران؟! أولا: واشنطن تريد حماية الدول النفطية فى الخليج لضمان استمرار الإمدادات النفطية لها ولحلفائها فى أوروبا وآسيا لانهم يدفعون ثمن ذلك لواشنطن. ثانيا: وقف التهديدات الإيرانية لدول الخليج والحد من نفوذها المتزايد فى سوريا والعراق ولبنان واليمن وشل يدها التى تحاول التغلغل بها فى أمور البحرين والسعودية، أو ما يعرف بتصدير الثورة الخمينية إلى دول المنطقة من خلال دعم مجموعات محلية مؤيدة لها. ثالثا: الحد من قدراتها العسكرية ووقف برنامجها لتطوير قدرات نووية أو صاروخية قد تهدد أمن إسرائيل فى المستقبل. ومنذ 40 عاما وواشنطن تفرض عقوبات على إيران وتحاول الحد من نفوذها فى المنطقة، ولكنها لا تريد القضاء على «التهديد» الإيراني، تماما كما لا تريد إزالة «تهديد كوريا الشمالية» حتى تحافظ على وجودها العسكرى فى آسيا والخليج وتستخدمها «فذاعة» للابتزاز المالى والعسكري. فالدول الآسيوية الخائفة من «غول» كوريا الشمالية تشترى الأسلحة الأمريكية بالمليارات، وكذلك تفعل دول الخليج خوفا من الكابوس الإيراني! ولذلك، فإن واشنطن سوف تواصل الضغط المادى والمعنوى على إيران دون أن تشتبك معها فى حرب حقيقية! ومن جانبها فإن إيران لن تجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل!. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم