اعتدنا منذ سنوات متابعة ضخ أموال فى الدورى الانجليزى وبات له الريادة فى مجال الاستثمار الرياضى وبصفة خاصة كرة القدم، الأموال الإماراتية هى أول من اقتحم هذا المجال عن طريق نادى مانشستر سيتي، تبعتها تجربة قطر مع فريق نادى برشلونة ثم باريس سان جيرمان فى فرنسا. وبعد ذلك، أصبح المال فى مجال الرياضة المكان المثالى لتعظيم التأثير الدولي، وهو ما حدث بالفعل للتجارب العربية فى القارة الأوروبية، ولعل تجربة ظهور بيراميدز فى الدورى هذا الموسم بات لها تأثير كبير، كما أنها تعد الأولى من نوعها رغم أن نادى وادى دجلة سبقها لكن باستراتيجية وأدوات مختلفة. وبدات قصة «بيراميدز» فى مصر، يونيو 2018 عندما اعلن نادى الأسيوطى بيع الفريق الى تركى ال الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، وسرعان ما بدأت التعاقدات مع اللاعبين والكوادر الإدارية وكان أول المنتقلين على جبر واحمد توفيق تبعهما البرازيلى كينو بعشرة ملايين دولار امريكي، وتلاه كارلوس إدواردو ولوكاس ريبامار وآرثر كايك ورودريجوين وكلهم من أمريكا الجنوبية. وقاد البرازيلى البرتو فالنتيم الفريق لمدة ثلاث مباريات فقط، وتولى المسئولية بعده ريكاردو فولبى وبعده حسام حسن لأسابيع قليلة واستقر الامر فى النهاية على رامون دياز الذى اكمل الموسم وتم تكريمه مؤخرا ثم رحل بهدوء. كل هذه التعاقدات تمت بأموال ضخمة وحجم استثمارات تم انفاقها للمرة الأولى فى الدوري، حتى انه يعرف رقما إجماليا بعينه للنفقات وتعد معظم الأرقام تقديرية وكذا بورصة انتقال اللاعبين والمدربين بجانب التكلفة اللوجستية للتجربة. ويمكن القول ان تجربة بيراميدز حركت المياه الراكدة فى كرة القدم المصرية بعد سنوات طويلة من انحصار المنافسة بين فريقين فقط هما الأهلى والزمالك، كما أنعشت الحالة التنافسية على درع الدورى وأثرت على اختيارات خافيير اجيرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى وكسر بيراميدز كل القوالب من حيث الانفاق على رواتب مسئولى النادي. وقدرت مواقع عالمية متخصصة المصروفات الأولية بنحو أربعين مليون يورو فى التعاقدات ورواتب اللاعبين والمدربين. تعاقد فريق بيراميدز مع 27 عبا قبل أن ينهى تركى أل الشيخ علاقته بالنادي، وتخطت تكلفة التعاقد 700 مليون جنيه فضلا عن مكافآت منحت للاعبين والأجهزة الفنية وادارية بقيادة حسام البدرى رئيس النادي.. كما تكبد النادى الشرط الجزائى لفسخ التعاقد مع ثلاثة مدربين، فى الوقت الذى أصبح، مؤكدا فيه نقل ملكية النادى إلى المستثمر الإماراتى سالم سعيد الشامسي، ما سبب ارتباكا كبيرا لمسئولى النادي، نظرا إلى أن كل مالك له فلسفته الخاصة وأهدافه. ومن المنتظر أيضا أن يتم عقد العديد من الاجتماعات مع جميع المسئولين للوقوف على أخر المستجدات وشرح السياسة العامة التى سيعتمدها النادي، خاصة أنه سيشارك فى بطولة كأس الكونفدرالية الموسم المقبل، علما بأن القيمة السوقية لنادى بيراميدز وصلت الى 28 مليون جنيه استرلينى بحسب أبرز المؤسسات الاقتصادية فى إنجلترا، وهو ما يعنى انتقال النادى الى مرحلة جديدة من حيث سقف الاستثمار. ولا يمكن أن نغفل عن الكثير من الفوائد الأدبية والفنية والاستثمارية التى جلبها النادى منذ تأسيسه وحتى الآن. وجاءت فترة توقف المسابقة ونهاية مباريات الفريق، فرصة طيبة للمسئولين من أجل التقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أوراق الفريق، غير أن كل الشواهد تؤكد الاتجاه إلى التغييرات الإدارية التى يحتمل ان تصل إلى استبدال رئيس النادى والمشرف على الكرة، وأيضا على صعيد الجهاز الفنى وبعض اللاعبين. فى الوقت الذى تم ترشيح العديد من السير الذاتية لمدراء فنيين لقيادة الفريق الموسم المقبل، لكن توقف الامر لحين ترتيب الأمور الإدارية أولا قبل الإعلان الرسمى بالتغييرات بعد الاجتماعات المزمع معه إقامتها فى القريب العاجل.