تستعرض كل من مصر وكينيا وبوروندى وغانا وزيمبابوى جهودها الوطنية فى مواجهة الفساد، خلال المنتدى الإفريقى الأول لمكافحة الظاهرة الذى تستضيفه شرم الشيخ الأربعاء والخميس المقبلين. وحققت الدول الخمس نجاحات متفاوتة فى التصدى للفاسدين فى جميع المجالات. وأظهر مؤشر منظمة الشفافية الدولية لعام 2018 نجاح مصر فى مكافحة الفساد، وأنها أحرزت تقدما فى مكافحة الآفة التى سقط فى فخها كبريات الدول حول العالم. وأكدت «الشفافية الدولية» أن الفساد السياسى يعتبر التحدى الرئيسى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالرغم من جهود الحكومات فى مكافحة الفساد، وإنه بدون إرادة سياسية تعمل على مكافحة الفساد فى القطاع العام، فإن بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا تجهض حقوق شعوبها. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الفساد والصراعات وعدم الاستقرار تحديات تواجه الدول العربية والإفريقية. وفى مصر، تشكل هيئة الرقابة الإدارية الجهة الأساسية المكلفة بالتحقيق فى قضايا الفساد، وتعمل على إرجاع بعض أملاك الدولة المسروقة واعتماد استراتيجية مكافحة الفساد لأربع سنوات. وأسست كينيا فى 2003 مفوضية لمكافحة الفساد بدلا من هيئة سابقة لمواجهة الفساد، وذلك بعد تفعيل البرلمان لتشريعات جديدة، فى مقدمتها قانون مكافحة الفساد والجرائم الاقتصادية وكذلك أخلاقيات الموظف العام. وسعى الرئيس الكينى أوهورو كينياتا إلى قطع دابر الفساد عبر القضاء على ما تم تسميته بالنموذج الكينى الذى كان يمزج بين الاستبداد والسوق الحرة، واستبداله بنموذج جديد يمزج بين رأسمالية السوق والديمقراطية، وهو ما حقق نتائج ملموسة تمثلت فى تقدم كينيا على مؤشر مكافحة الفساد، بسبب محاولات كينياتا المستميتة لمواجهة مرض مستوطن كلف اقتصاد بلاده مليارات الدولارات. وفى بداية الشهر الحالي، أعلنت كينيا عن تصميم جديد للعملة، وذلك فى محاولة لمواجهة الفساد وغسيل الأموال. وخضع موظفو الدولة لاختبارات كشف الكذب، وذلك بعد تورط حوالى 54 من كبار المسئولين فى سرقة 100 مليون دولار. أما غانا فقد نجحت فى التقدم على مؤشر مكافحة الفساد الذى تصدره منظمة الشفافية الدولية لدرجة أنها سبقت إيطاليا والبرازيل. ورفع الرئيس الغانى نانا أكوفو أدو شعار «الأيادى النظيفة» فى مواجهة الآفة التى تكلف اقتصاد بلاده أكثر من 30% من ناتجه القومي. وفى زيمبابوي، تعهد الرئيس إمرسون منانجاجوا بمحاربة الفساد بداية من كبار المسئولين بالدولة حيث ألزم الوزراء ونوابهم وكبار مسئولى الحكومة ورؤساء الشركات المملوكة للدولة بالكشف عما بحوزتهم من أصول. ويدرس منانجاجوا اختيار أربعة معارضين فى مفوضية مكافحة الفساد بعد أن اختارهم البرلمان بين 38 عضوا آخرين. وفى جنوب إفريقيا، سعى الرئيس سيريل رامافوزا إلى إنهاء الفساد، وإنه سوف يسعى إلى تطهير حزبه «المؤتمر الوطنى الإفريقي» من العناصر الفاسدة، متعهدا بفجر جديد تشهده بلاده، فى أعقاب فضائح الفساد التى عانت منها فى عهد الرئيس السابق جاكوب زوما، الذى قدم استقالته العام الماضي، ويخضع للمحاكمة حاليا.