استضافت إسرائيل أخيرا مسابقة يوروفيجن الغنائية الأكبر من نوعها على مستوى العالم والتى فازت فيها هولندا بعد حصول مطربها دانكان لورانس على أعلى الأصوات .. واعتراضا على تنظيم تلك المسابقة فى يوم السبت المقدس لدى طائفة الحريديم اليهودية المتشددة، فقد نظم أتباع تلك الطائفة مظاهرات حاشدة فى مدينة القدس نددوا فيها بتدنيس يورفيجن قدسية السبت وقاموا بتعطيل حركة المرور ووضع الحواجز على الطرق الرئيسية. وحاول العشرات من رجال الشرطة وشرطة الخيالة تفريق تلك المظاهرة بعد الاشتباك مع المتظاهرين دون جدوى إلى أن ظهرت أربع نساء من العاملين فى المكان يرتدين ملابس غير محتشمة من وجهة نظر الحريديم فاضطروا إلى الابتعاد عن المكان حتى لا تقع أعينهم على النساء وهو أمر محرم عليهم دينياً . ويتظاهر الحريديم كل يوم سبت فى مدينة القدس أمام المطاعم والمقاهى التى تعمل فى هذا اليوم المقدس لديهم . وإذا ما ترشحت سيدة لرئاسة بلدية القدس يسارع أفراد الطائفة إلى تمزيق لافتات الدعاية الانتخابية الخاصة بتلك السيدة. وليس النظر إلى النساء هو المحرم فقط لدى المتشددين دينيا فى إسرائيل بل والجلوس إلى جوارهن أيضا، فما حدث منذ عدة سنوات على متن رحلة طيران شركة العال الإسرائيلية من نيويورك إلى إسرائيل يؤكد ذلك، فقد كشف المسافرون عن أن أفراد طائفة الحريديم ( أى الاتقياء ) اليهودية المتشددة رفضوا الجلوس فى الطائرة إلى جانب النساء وعرضوا دفع مبالغ إضافية لتغيير أماكن جلوسهم بعيدا عن النساء. إحدى المسافرات قالت إن قائد الطائرة هدد بعدم الإقلاع إن لم يجلس الحريديم فى أماكنهم، ووصفت هذه السيدة رحلة الطائرة التى أقلعت من مطار جون كيندى بنيويورك فى طريقها إلى إسرائيل بأنها كانت كابوسا استمر لمدة 11 ساعة. فقبل يوم من الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية توجه إلى إسرائيل عدد كبير من يهود العالم للاحتفال بهذا العيد. يقول أحد المسافرين ويدعى عاميت بن ناتان إن الحريديم وقفوا فى ممر الطائرة الذى يفصل بين المقاعد واغلقوه تماما ورفضوا التحرك رغم توافر مقاعد لهم بحجة انهم لا يرغبون فى الجلوس بجوار النساء واشتكى مسافرون آخرون من سلوكيات الحريديم طوال الرحلة, فاكتظاظ الممر بالحريديم الذين وقفوا يؤدون صلواتهم بالطائرة حال دون وصول الركاب إلى حمامات الطائرة.. وفى عام 2013 وبعد سنوات من النزاع السياسى والقضائى حول جدار للفصل بين النساء والرجال اليهود أقامته طائفة الحريديم فى أحد شوارع منطقة مئة شعاريم بالقدسالغربية، حسمت المحكمة العليا فى إسرائيل الأمر حينما قررت إزالة هذا الجدار ومنع الفصل بين الرجال والنساء فى شوارع هذا الحى. وتطلبت عملية تنفيذ قرار المحكمة من أجهزة الأمن الإسرائيلية التحلى بضبط النفس حتى لا يتحول الأمر إلى مواجهة مع أفراد الطائفة. المعروف ان حى مئة شعاريم هذا يقطنه ويتردد عليه عشرات الآلاف من المتدينين اليهود يوميا، ومنذ عدة سنوات قرر زعماء هذه الطائفة تقسيم شوارع المشاة إلى قسمين جزء للنساء والآخر للرجال ويفصل بينهما بحواجز معدنية مغطاة بالقماش وهذا بناء على توصية لجنة ما يسمى بحراس الفضيلة, وأيضا فى الشوارع الجانبية لحى مئة شعاريم تم الفصل بين النساء والرجال وتعيين حراس من قبل زعماء الطائفة لمراقبة تنفيذ القرار. أيضا فى المواصلات العامة التى تمر بحى مئة شعاريم هناك مقاعد مخصصة للرجال بعيدا عن مقاعد النساء وقد اضطرت شركة آجاد لنقل الركاب إلى تنفيذ ذلك فى اتوبيساتها نزولا على رغبة أفراد هذه الطائفة وخوفا من غضبهم. وعجائب وغرائب سكان هذا الحى لا تتوقف فمنذ فترة نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تعرض مجموعة من السائحين الأجانب للهجوم على أيدى العشرات من طائفة الحريديم والرافضين لوجود السائحين فى أحيائهم، أما أغرب الفرمانات التى أصدرها زعماء من يطلق عليهم حراس الفضيلة هى مطالبة أصحاب محال الملابس بإزالة وتدمير تماثيل عرض الملابس فى الفاترينات خوفا من إثارة غرائز رجال الحريديم الذين يمرون أمام هذه المحلات. وحينما رفض بعض أصحاب المحال تنفيذ ذلك قرر أفراد الحريديم عدم التعامل معهم أو الشراء منهم. وهناك طقوس غريبة يمارسها المتشددون فى إسرائيل لعل أشهرها هو ما يتم فى مساء عيد الغفران فى أحد معابد مدينة القدس حيث يقف أمام المعبد طابور طويل من الرجال فى انتظار جلدهم بالسياط على يد الحاخام تكفيرا عن أخطائهم ويتم الجلد بكرباج قصير وعريض بنى اللون ويطلب الحاخام من الشخص الراغب فى التكفير عن أخطائه ترديد بعض الكلمات، ثم ينهال بعدها بالضرب على ظهره العارى ب39 جلدة يعقبها قيام الشخص المضروب بتقديم الشكر للحاخام ثم يضع بضعة شيكلات فى واحد من ثمانية أطباق وضعت على مكتب الحاخام كنوع من الصدقة توزع على المحتاجين. أيضا يحظر الحاخامات على طلاب المدارس الدينية خاصة الذين لم يتزوجوا استعمال التليفون المحمول لأنه يؤثر على الحالة الوجدانية والبناء الروحى للطلاب.