لا أستطيع أن أخفى سعادتى ببروز مركز دراسات جديد فى مصر هو المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية يعمل به مجموعة من أفضل الباحثين والخبراء، يقدم بشكل يومى تقديرات للمواقف السياسية فى توقيت يتسم فيه العالم والإقليم بحالة من السيولة تنبئ بتغيرات هائلة تحتاج منا فى مصر أن نعرف مواطئ أقدامنا، أين تبدأ المصالح المصرية وأين تنتهى وكيف يمكن الاشتباك مع أزمات الإقليم أو الابتعاد عنها. أهمية مركز الدراسات الجديد الذى يضاف إلى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية فى الاهرام والذى لعب دورا بالغ الأهمية منذ السبعينيات يكمن فى اعداد جيل مهم من الخبراء المتخصصين فى العلاقات الدولية والاجتماع السياسى والدراسات الأمنية والعسكرية يضاف إلى هؤلاء الذين برزوا تحت قيادة الاستاذ سيد يسين رحمه الله وقدموا خدمات جليلة للوطن من خلال الدراسات التى أعدوها وأبرزها خلال حرب الخليج. صانع القرار فى بلد مثل الولاياتالمتحدة يعتمد على مراكز الدراسات المنتشرة فى الجامعات الأمريكية والمعاهد المستقلة بخلاف تلك التى تنتمى الى المخابرات وال"أف بى آى" وغيرها تتجمع لدى مستشار الأمن القومى صباح كل يوم ليقدم خلاصتها أمام الرئيس الأمريكى فى الاجتماع الصباحى لكى يتخذ ما يراه من قرارات تتفق مع المصالح الأمريكية. نحن فى مصر فى حاجة إلى عشرات من مراكز الدراسات لأن الأمم تحمى مصالحها بناء على آراء خبراء لديهم القدرة على دراسة الإقليم والعالم لتحديد الاتجاهات وللخروج من الازمات العديدة التى يمر بها العالم اليوم. لمزيد من مقالات جمال زايدة