تزايدت الشكوى فى الآونة الأخيرة من مقاومة المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية وتناقص فاعليتها وكفاءتها على نحو ينذر بالخطر. وتكمن خطورة الأمر على المدى الطويل فى تقليل القدرة الطبية فى معالجة الأمراض المعدية وبصفة خاصة الشائعة منها، كما ينذر بنمو أنواع جديدة من البكتيريا المتحوّلة التى قد تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء،وبالتبعية تقل مقاومة المضادات الحيوية وتفقد تأثيرها الطبى وفاعليتها فى قتل العدوى البكتيرية ؛ كما تزيد من حجم التكاليف الطبية وإطالة فترة بقاء المرضى فى المستشفيات، فضلا عن تهديد ما حققه الطب الحديث من إنجازات. وحول خطورة ذلك وتأثيره على الأطفال يوضح د. مصطفى الهدهد رئيس قسم الأطفال جامعة عين شمس أن هناك قواعد عالمية تضبط تناول الأطفال للمضادات الحيوية تفاديا للتأثيرات السلبية على صحة الطفل، مؤكدا ضرورة إعطاء الطفل نوع المضاد الحيوى الذى يصفه الطبيب المختص، الذى يحدده بعد عمل مزرعة لتحديد نوع البكتيريا وبناء عليه يحدد نوع المضاد الحيوى الملائم، ويوضح أن هناك بعض أنواع الإصابات الفيروسية غير قابلة للعلاج باستخدام المضادات ومنها الزكام والإنفلونزا ومعظم حالات السعال، لذا يعد من أهم أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية هو الاستخدام العشوائى لها أو عدم تناول الجرعات بانتظام أو التوقف عن استخدام المضاد الحيوى قبل انتهاء المدة المقررة، وبناء على ذلك يجب الحرص الشديد عند التعامل مع المضادات وعدم تناولها إلا بوصفة الطبيب والالتزام بتعليماته عند التناول والحرص على عدم تقاسم المضادات الحيوية الموصوفة مع شخص آخر، وعن طرق العدوى يوضح أنها تحدث عن طريق تنفس رذاذ هواء محمل بالبكتيريا أو الفيروس عن طريق السعال أو العطس أو استعمال أدوات المائدة لشخص مصاب، لذا فإن إبعاد الأطفال عن شخص يعانى الرشح أو صعوبة البلع من مبادئ الوقاية من العدوي. ويشير د.نبيل الدبركى أستاذ ومدير المعهد القومى للصدر والحساسية سابقا إلى أهمية المضادات الحيوية التى تعتبر سلاما مهما جدا لمساعدة الإنسان فى التغلب على الأمراض البكتيرية خاصة ان هناك بعض أنواع البكتيريا التى تؤدى لأمراض خطيرة ومنها قد يؤدى للوفاة، ويوضح انه من الأهمية بمكان خضوع المريض للفحص السريرى من الطبيب المختص عند الشعور بأى عرض، لاسيما بالنسبة لأمراض الجهاز التنفسى الميكروبية والتى تعتبر أكثر الأمراض الُمعدية انتشارا، وذلك لسهولة العدوى وانتقالها من شخص مريض لآخر سليم، كالالتهابات الشعبية والرئوية البكتيرية أو التى تصيب الأنف والحنجرة والحلق وكذلك إصابات الغشاء البللوري، موضحا أن الاستخدام العشوائى دون استشارة الطبيب المختص قد يؤدى إلى حدوث مناعة للبكتيريا ضد المضادات الحيوية، ومن ثم فقد سلاح قوى جدا وفعال.