نجاح الحضور الجماهيري، فى استاد برج العرب فى نهائى الكونفيدرالية الإفريقية، يعنى أن كل الأطراف كانت على قدر المسئولية: أجهزة الأمن التى لم تظهر على الشاشات ولكن حضورها كان ملحوظا. والجماهير، وخاصة الشباب، وكان مشهدهم جميلاً فى الالتزام بالقانون وبالأخلاق الرياضية فى الفُرجة والتشجيع، وفى احترام قرارات الحكم الإثيوبي، حتى عندما أعاد للفريق المغربى الضيف ركلة الجزاء التى كان جنش حارس مرمى الزمالك قد نجح فى صدها. حتى إقبالهم على الطريق كان رائعا، فيما قالت عنه بعض المواقع إنه زحف بالآلاف. وكل هذا يزيد الآمال فى نجاح أكبر فى الدورة الإفريقية المقبلة، وفى الاقتراب من العودة إلى الحياة الطبيعية بعد هذا، بالسماح للجماهير بحضور كل المباريات، كما أنه يطرح إمكانية المشاركة الجماهيرية فى عمليات التأمين الضرورية التى تبدد المخاوف من الإرهاب ومن الشغب، لمساعدة الأمن على بلوغ الهدف المأمول. فليت النوادى تهتم بتشكيل مجموعات من شبابها المخلصين المتحمسين يساعدون على السيطرة على الأمور إذا وقع مكروه. فأما أمر أهمية حضور المشجعين فمحسوم كما نرى فى البطولات الغربية، حيث تُعامَل بشكل استثنائى مباريات معينة على أرض بعض النوادي، تحسبا للدور الرهيب لجماهيرها التى تبعث فى لاعبيها روحاً غير عادية، كما أنها تتسبب فى رهبة لاعبى الفريق الضيف مما قد يربك أداءهم. أضِف أيضاً من لا يجوز تصنيفهم كمشجعين، ولكنهم من الجماهير المحبة للعبة ولمتابعة مبارياتها، وهؤلاء الأخيرون أكثر بكثير فى الأعداد، ويُعَدّون بالملايين، وهم الذين تتوجه إليهم الإعلانات المكثفة قبل المباراة وفى أثنائها وبعدها، مما يحقق أرباحاً طائلة للنوادي، تُضاف إلى مداخيل بيع التذاكر وحقوق البث التليفزيوني.. إلخ. مما يجعل من الرياضة صناعة هائلة معقدة، كما أنها تزداد تعقيدا. ولكن، وكما تري، فإن حضور الجماهير هو الطوبة الأولي. ولكنه الحضور الرشيد الذى له دور حضاري، لأنه يرتقى بالسلوك الجمعى فى الحياة، بداية من الانضباط فى المدرجات، والنشأة على الالتزام بآداب المُشاهَدة والتشجيع، وتعلُّم جوهر الروح الرياضية، فى تقبل الخسارة، وفى الفوز تكون الفرحة بما لا يجرح الفريق الخاسر..إلخ. لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب