أتابع بكثير من القلق المأزق الذى وصلت اليه الدبلوماسية العربية باستثناء الدور الذى لعبته ومازالت دبلوماسية سلطنة عمان فى الأزمات الإقليمية، وهى دبلوماسية اعتمدت الوساطة فى جو من السرية الشديدة وبصفة خاصة وساطتها فى اتفاق 5+1 بين إيران والدول الغربية. كان غريبا أن أقرأ حوارا للسيد يوسف بن علوى وزير الشئون الخارجية العمانى يتحدث فيه بإسهاب حول زيارته لإيران ووساطة بلاده مع الولاياتالمتحدة من أجل تجنب اندلاع حرب فى المنطقة بعد أن كثفت أمريكا من وجودها العسكرى فى منطقة الخليج. وقد اكتسبت السلطنة هذه المكانة الدبلوماسية بسبب حيادها أولا وبسبب تكتمها على اى مباحثات تجريها مما يساعدها على الوصول إلى نتائج إيجابية، فلا هى اتبعت اسلوب قطر الساعى إلى مكانة إقليمية ببعثرة الأموال والسلاح والعمل كوكيل عن قوى غربية تسعى إلى تمزيق العالم العربى وإخضاعه لضمان أمن إسرائيل فى وسط عربى يعانى التشرذم، ولا هى اتبعت أسلوب الصراخ للفت الانتباه، والسبب يعود إلى سياسة تتسم بالحكمة أرساها السلطان قابوس منذ أكثر من 40 عاما بالاهتمام بتنمية بلاده أولا وتجنيبها الصراعات الإقليمية. يمكن للدبلوماسية أن تلعب دورا بالغ الأهمية بتطوير مراكز التفكير والابحاث لديها وإعداد كوادر جديدة للتعامل مع السوشيال ميديا وتحديد الخيارات التى تحقق المصالح الوطنية فى عالم يتغير بشكل راديكالى بسبب الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعى وما هو متاح أمام القوى البشرية أصبح محدودا مع كم المعلومات التى يتم تجميعها من الفيس بوك وتويتر وانستجرام حول تحليل السلوك السياسى واتجاهات السوق فى كل بقعة من بقاع الأرض. لمزيد من مقالات جمال زايدة