يكتسب التجمع العربى الإسلامى الذى يعقد فى مكةالمكرمة على مستوى القادة والزعماء نهاية الشهر الحالى أهمية كبيرة، فلعلها المرة الأولى التى تعقد فيها ثلاث قمم فى وقت ومكان واحد، قمة إسلامية وقمة عربية طارئة وقمة خليجية طارئة، وسط أحداث جسام تشهدها المنطقة. وللمكان الذى ستعقد به القمم الثلاث رمزية مهمة، فمكةالمكرمة هى قبلة المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، والزمان خلال العشر الأواخر من رمضان، أفضل الليالى التى يتنزل فيها المولى سبحانه وتعالى على عباده. هذه الرمزية فى المكان والزمان، تعطى القمم الثلاث أبعادا جديدة، وتوضح أن إجماع الدول الإسلامية والعربية والخليجية على كلمة واحدة فى مواجهة الأخطار التى تتهددها هو الهدف، خاصة أن الأخطار هذه المرة تحاول الوصول إلى أقدس بقاع الأرض. وهذا التجمع الكبير من القادة العرب والمسلمين ستكون له مواقف حاسمة تحافظ على الأمن القومى العربى والإسلامي، فى مواجهة اطماع بقايا امبراطوريات الفرس والعثمانيين الجدد، فلم يعد الأمر خلافا على سياسات ورؤي، ولكن مواجهة مباشرة مع مشروعات هيمنة تحاول السيطرة على مقدرات المنطقة، وفرض اجندات خاصة عليها بالقوة، ومخططات عملية أصبحت واضحة على الأرض تعمل بدأب لضرب الدولة الوطنية وإشاعة الفوضى فى الدول العربية. وسيكون على قادة القمة الإسلامية التنبه إلى خطورة المشروع الإيراني، وأهمية التعاون لإقناع نظام طهران الذى يتخفى وراء عباءة الجمهورية الإسلامية، بأن مشروعهم للهيمنة يتناقض مع مبادئ الإسلام، ويشكل خطرا على الدول الإسلامية، وأن صواريخهم التى يطلقونها من خلال الوكلاء على الأماكن الإسلامية المقدسة، سترتد عليهم من جانب كل مسلم. وستضع القمة العربية القادة العرب أمام مسئوليتهم التاريخية للحفاظ على الأمن القومى العربى فى مواجهة التهديدات الإيرانية، بالإضافة إلى الأخطار الأخرى المتعلقة بالإرهاب وزعزعة الاستقرار، وتطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا. أما قادة الخليج فهم امام خطر داهم مباشر، يستلزم منهم وحدة الصف، وعزل كل من يتخاذل فى هذا الموقف أو يحاول تبرير انحيازه لأهل الشر المتربصين بأمن الخليج والمنطقة العربية. أيام مباركة، ومكان مقدس، يبعثان الأمل فى قدرة الدول العربية والإسلامية على مواجهة هذه التحديات، والوصول بشعوبها إلى بر الأمان. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام