بعد الاعتياد على نظام الغذاء الرمضانى ما بين فترات الصيام الممتدة ووجبات الإفطار والسحور، سرعان ما نودعه خلال الأيام القليلة القادمة ونعاود نمط تناول الطعام والمشروبات بلا قيود. فكيف نضمن سلامة الجهاز الهضمى من الاضطرابات ونحن نستقبل مأكولات العيد وفقا لنصائح المتخصصين، ونحافظ أيضا على العادات الصحية السليمة التى تم اكتسابها فى الشهر الفضيل. ويتصدر قائمة أكثر المشكلات شيوعاً مرض ارتجاع المريء الذى يشهد معدلات انتشار مرتفعة بين المصريين، ويشكل سبباً رئيسياً لزيارة أطباء الأمراض الصدرية، الأذن والحنجرة، والأسنان، وربما القلب، كما يوضح الدكتور محمد نجيب أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب قصر العينى العلاقة بين ارتجاع السائل الحامضى إلى المريء، وحدوث الكحة أو «الشرقة» نتيجة نوبات الارتجاع المتعددة وبخاصة أثناء النوم، مما يحدث خللا فى نسق التنفس الطبيعي. وربما قد يتوقف التنفس لثوان قليلة بسبب انغلاق لسان المزمار لمنع ارتجاع الحامض إلى المجرى التنفسي، وهو ما قد يؤدى لنقص الأكسجين الواصل إلى المخ ليحدث نوع من الاستفاقة أثناء النوم التى تصيب المريض بالإرهاق الشديد ويشعر معها أنه لم يحصل على قسط كاف من النوم والراحة. وقد أشارت الأبحاث الحديثة إلى أن الشكاوى مع الإرهاق المزمن، يزيد احتمالية أن يكون السبب الرئيسى هو الإصابة بمرض ارتجاع المريء. كما وجدت الأبحاث ربطاَ بين حدوث ارتجاع الحامض وانتظام نسق ضربات القلب من خلال التأثير على العصب المغذى للمريء، مما يجعله عاملاً مساعداً على حدوث نوبات الرفرفة الأذينية. ويشير ، إلى وجود مجموعات دوائية حديثة ممتدة المفعول ويمكنها علاج الحالات المستعصية من ارتجاع المريء. مع التوصية باستمرار تناول العلاج لفترة لا تقل عن 8 أسابيع لضمان الشفاء التام، وقد تمتد إلى 12 أسبوعا أو أكثر حسب احتياج الحالة. وقد يتم اللجوء لعمل منظار تشخيصى للجهاز الهضمى فى الحالات الأكثر تعرضا لخطورة الإصابة والمضاعفات مثل من يعانون الكحة المزمنة، أو صعوبة البلع، أو عدم قدرة على اكتساب الوزن، أو الأنيميا، أو ارتفاع معدل سرعة الترسيب، أو نزيف الجهاز الهضمي، أو عدم الاستجابة للعلاجات الدوائية. ولتقليل نوبات الارتجاع ننصح بالمضغ الجيد للطعام، وتجنب الأكلات الدسمة، وتقسيم الوجبة إلى وجبات صغيرة الكمية، عدم شرب السوائل أثناء تناول الوجبات، ويفضل شرب الماء قبل الأكل حتى ربع أو نصف ساعة، أو بعد الأكل بساعتين. كذلك عدم النوم أو الرقود بعد تناول الطعام قبل مرور الساعتين على الأقل، والامتناع قدر المستطاع عن ارتداء الملابس الضيقة على منطقتى الخصر والبطن، حيث تساعد فى إحداث ضغط على منطقة البطن وتزيد من معدل حدوث الارتجاع. أيضا مشكلات التهابات وحصوات بالمرارة والتى تنتج بشكل رئيسى عن الأنظمة الغذائية الخاطئة والمعتمدة على استهلاك كميات مرتفعة من الدهون والكوليسترول على حساب تناول قليل للألياف، يضاف إلى ذلك المعاناة من زيادة الوزن وقلة الحركة والتاريخ العائلى للإصابة بحصوات المرارة. وبحسب قول الدكتور احمد مراد، أستاذ الجهازالهضمى بكلية طب القاهرة، ، عادة ما ينشأ الألم من الحصوات عند تسببها فى حدوث انسداد للقنوات المرارية لتزداد الشكوى من الغثيان والقيئ و ألم مفاجئ فى أعلى منطقة البطن، قد يستمر من دقائق حتى ساعات، ويمتد هذا الألم إلى منطقة الكتف والظهر. وقد تمتد المضاعفات إلى حدوث التهاب المرارة أو البنكرياس. موضحاً التطورات الحديثة فى استخدامات المناظير الدقيقة والتى تتيح حلولاً تشخيصية وعلاجية بديلة عن إجراء الجراحات لمثل هذه الحالات. فضلاً عن علاج مشكلات القنوات المرارية التى تعتمد على التصوير الداخلى كأنها رؤية العين من خلال دخول منظار رئيسى للإثنى عشر ومنه منظار دقيق إلى داخل القنوات المرارية لرصد الضيق أو أخذ عينات، أو تفتيت الحصوات الذى يصعب التعامل معها بالطرق المعتادة لكبر حجمها، وذلك من توجيه أشعة الليزر نحوها. وتبقى النصائح الأهم بالالتزام بتناول الطعام مقسم على عدة وجبات فى أوقات ثابتة وموزعة على اليوم، مع الاهتمام بعدم الإكثار من تناول الوجبات الدسمة واستبدالها قدر الإمكان بالخضراوات والفاكهة الطازجة. وكذلك الحرص على شرب كميات كافية من الماء لمساعدة الجسم على الهضم والتخلص من السموم، فضلا عن ممارسة المشى ورياضة مناسبة.