تنسيق الجامعات 2025.. جامعة عين شمس تحذر: لم يُفتح باب التقديم للجامعة الأهلية حتى الآن    حصاد أسبوعي لنشاط وزير الشئون النيابية.. شارك في جلسات برلمانية حاسمة وأكد أهمية دعم الشباب والحوار المؤسسي    البابا تواضروس الثاني يصلي قداس عيد الرسل مع شباب أسبوع الخدمة العالمي    تنفيذ 13 قرار إزالة على مساحة 550 م2 بكفرالشيخ    وزيرة التنمية المحلية توجّه بتيسير مشاركة الحرفيات في المنافذ والمعارض الدائمة بالمحافظات    وزير الصناعة يفتتح مصنعا لإنتاج الزجاج الهندسي    فيضانات مدمرة تضرب ولاية فيرمونت الأمريكية    خبير أمريكي: واشنطن تضغط لنزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني    حريق ضخم في مصنع للبلاستيك شمال غرب أثينا والدخان يغطي السماء    الشباب والرياضة: قياسات بدنية وفسيولوجية شاملة للاعبي مشروع الموهبة في الجودو    «مع السلامة ويا 100 فل».. تعليق مثير من المنيسي على «كوبري» عبدالقادر ل الزمالك    هل تراجع وسام أبوعلي عن قرار الرحيل؟ الأهلي يرد    ستيفانو بيولي يعود إلى تدريب فيورنتينا    موعد بداية الدراسة في مصر للعام الدراسي الجديد    حريق محدود بمحول كهرباء في قرية عليم بالشرقسة    حالة الطقس في الكويت اليوم السبت 12 يوليو 2025    "حدوتة" فضل شاكر أخر نافذة أمل ل شرين عبد الوهاب    عام من الشراكات الثقافية.. بروتوكولات واتفاقيات تعزز حضور مصر الفني محليًا ودوليًا    متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية يفتتح القاعة الرئيسية بعد ترميمها وتطوير سيناريو العرض بها    حسين الجسمي يطلق أحدث أعماله "ألبوم 2025" الإثنين المقبل    طارق الشناوي عن أزمة مها الصغير: «ما حدث تزوير أدبي واضح.. لكنها تلقت عقابها من السوشيال ميديا»    جولة مفاجئة فجراً لمدير "فرع الرعاية الصحية" تغطي مستشفيات إسنا والكرنك والدولي وإيزيس    طريقة عمل الكشري المصري في البيت بطعم المحلات    معركة إنجليزية.. من سيفوز بدوناروما بعد كأس العالم للأندية؟    فريق طبي بالزيتون التخصصي ينقذ 4 مصابين بعد تعرضهم لطلق ناري    7 مشروبات طبيعية للتخلص من أعراض ارتجاع المريء    شيخ الأزهر ينعى الدكتور رفعت العوضي عضو مجمع البحوث الإسلامية أحد أبرز علماء الاقتصاد الإسلامي    موعد مباراة ليفربول ضد بريستون والقنوات الناقلة.. ليلة تكريم جوتا بتواجد محمد صلاح    بتكلفة 9 ملايين جنيه.. محافظ أسوان يتفقد مركز شباب البحيرة في إدفو    سحب على 10 تذاكر.. تامر عبدالمنعم يفاجيء جمهور الإسكندرية    فيلم سيكو سيكو يصدم أبطاله بسبب إيراداته في 24 ساعة (بالأرقام)    فيديو.. سهير شلبي توجه رسالة إلى شيرين: ادعي ربنا ينجيكي    تلقي طلبات الترشح ل عمادة 7 كليات بجامعة المنيا لمدة أسبوع (الجدول الزمني)    جنايات الزقازيق تؤيد السجن المؤبد لميكانيكي قتل والدته وشرع في قتل شقيقته    «دفن جثتها داخل مزرعة».. ضبط «خفير خصوصي» بتهمة قتل زوجته في الشرقية    استراتيجية عربية مشتركة للتعاون الجمركي والإداري    الأونروا: 800 شخص يتضورون جوعا قتلوا بغزة أثناء محاولتهم الحصول على طعام    الأهلي يغلق ملف رحيل وسام أبو علي ويخطر اللاعب بالعودة إلى التدريبات (خاص)    67 طفلا بغزة استشهدوا إثر سوء التغذية.. وأكثر من 650 ألفا في خطر مباشر    ضبط 5444 قضية بمجال الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة    وزير الإسكان يتفقد محاور الطرق ومحطة تنقية مياه الشرب الجديدة بمدينة السادات    الجيش اللبناني: توقيف 109 سوريين داخل الأراضي اللبنانية لعدم حيازتهم أوراقًا قانونية    "لن يخسروا بسبب يوم واحد".. تيباس يرد على مطالب ريال مدريد بتأجيل مباراة أوساسونا    وزيرة البيئة تبحث مع سفيرة المكسيك بمصر سبل التعاون    نتيجة الثانوية العامة 2025.. جار تصحيح المواد لتجهيز النتيجة    وزير الري يشارك فى الاحتفال بالذكرى الحادية والثلاثين لعيد التحرير الوطني لدولة رواندا    القبض على لص الدراجات النارية بحي غرب سوهاج    من التوصيل المخالف إلى الإهمال.. 4 حالات تقودك إلى السجن بسبب الكهرباء    تنسيق الدبلومات الفنية 2025 التجارة والزراعة والتمريض والصنايع والسياحة فور ظهوره (رابط)    صحة الشرقية تعلن تنفيذ حملة للتبرع بالدم    رئيس جامعة الأزهر: دعاء "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" من كنوز الدعاء النبوي.. وبلاغته تحمل أسرارًا عظيمة    محمد فؤاد يشعل افتتاح المسرح الرومانى بباقة من أجمل أغانيه    دار الإفتاء توضح مسؤولية الوالدين شرعًا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    الرئيس السيسي يتوجه إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي    أسعار الخضروات والدواجن اليوم السبت 12 يوليو 2025    بائع مصري يدفع غرامة 50 دولارًا يوميا بسبب تشغيل القرآن في تايمز سكوير نيويورك.. ومشاري راشد يعلق (فيديو)    باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف كوسيلة للسيطرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة تكسير عظام فى المحافظين لخلافة ماى
نشر في الأهرام اليومي يوم 27 - 05 - 2019

حتي قبل أن تجف دُموعها من أمام «10 دواننج ستريت» وبعد نعي سياسي مختصر جداً، بدأ المتنافسون علي خلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حملاتهم الشرسة لنيل المنصب الذي يعد درة تاج السياسة البريطانية.
ومن مسار أول 72 ساعة بعد اعلان عدد من الوزراء والوزراء السابقين الترشح لخلافة ماي يمكن توقع منافسة شرسة، دراماتيكية، مليئة بالطعنات والغدر. فقد ترشح بالفعل بوريس جونسون وزير الخارجية السابق الملقب ب «يوليوس قيصر»، ومايكل جوف وزير البيئة الحالي الملقب ب «بروتوس». ويتذكر الناخب البريطاني أنه في صيف 2016 عندما أعلن جونسون نيته الترشح لخلافة رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون كان جونسون المرشح الأكثر حظوظاً علي الورق وكل ما كان يريده وجود شخص ملم بالتفاصيل والملفات المعقدة وقادر علي صياغة استراتيجية انتخابية لقيادة حملته. واختار جونسون صديقه المقرب مايكل جوف.
لكن جوف قرر أنه «الأحق بالمنصب» فسحب دعمه لعمدة لندن السابق في آخر لحظة. ولم يجد بوريس بديلاً عن الانسحاب، موجهاً لجوف العبارة الشهيرة «حتي أنت يا بروتوس». في النهاية خسر كلاهما وفازت تيريزا ماي، لكن علاقتهما لم تتعاف منذ ذلك الحين، وأغلب الظن أن جونسون عندما سمع أن جوف ترشح لخلافة ماي شعر بالدوار وعادت ذكريات طعنة الظهر. فبرغم كل كاريزما جونسون، غير ان جوف ذو رأس مال سياسي واضح وهو الكفاءة. جونسون ما زال يحتاج إلي إثبات أنه كفء، خاصة بعد إدائه الكارثي عندما شغل منصب وزير الخارجية في حكومة ماي، قبل أن يستقيل في نوفمبر من العام الماضي.
هذه المرة يدخل جوف السباق بشكل مبكر ومباشر لمواجهة صديقه اللدود جونسون وستكون هذه معركة «تكسير عظام» من الطراز الأول. وسيتابعها البريطانيون وأوروبا والعالم بالكثير من الترقب، فإضافة إلي العنصر الشخصي في المواجهة بين جونسون وجوف، فإن كلا منهما سيأخذ الحزب والبلد في مسار مختلف عن الآخر في حالة فوزه. وإذا كان جونسون هو المرشح المفضل لأعضاء حزب المحافظين المائة ألف، فإن جوف لا شك هو المرشح المفضل لمؤسسة الحزب.
لكن سباق خلافة ماي لن يقتصر علي «قيصر» و«بروتوس»، بل علي قادمين جدد، بعضهم أكثر اعتدالاً وبعضهم متشدد حتي أكثر من جوف وجونسون، لكنهم غير معروفين علي نطاق واسع في الشارع البريطاني أو علي المسرح الأوروبي، وانتخابات خلافة ماي ستكون فرصتهم لتعريف أنفسهم في شارع سياسي بريطاني متشكك، فقد الثقة في كل الطبقة السياسية، وتمتلكه حالة من الذهول غير مصدق لما يجري .
حفلة الزعامة ستكون عامرة بالمدعوين إذن. ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فإن جونسون هو الأكثر حظوظاً، يليه وزير البريكست السابق دومينيك راب وهو الآخر من أنصار البريكست الخشن، يليه جوف البرجماتي الملم بأدق تفاصيل الحزب، ثم وزير الخارجية جيرمي هانت، المليونير رجل الأعمال الذي تحول لسياسي توافقي، والزعيمة السابقة للمحافظين في مجلس العموم أندريا ليدسوم «حبيبة قلب» الجناح المتشدد في الحزب، ووزير الصحة الشاب مات هانكوك أحد الوجوه المعتدلة الصاعدة داخل الحزب، ووزير الداخلية المرن ساجد جاويد، ووزيرة العمل والمعاشات السابقة أستر ماكفي الشابة الطموحة.
لا شك أن ملامح معركة خلافة ماي قد وُضعت خلال ال72 الماضية، وهي لن تكون بين الشخصيات فقط، بل بين معسكرين داخل الحزب. المعسكر الأول، هو معسكر الخروج من دون اتفاق (جونسون، وراب، وليدسوم، وماكفي) والمعسكر الثاني هو الخروج باتفاق (جوف وهانت وهانكوك وستيورات). والدورة الأخيرة من التصويت في النصف الثاني من يوليو المقبل، ستكون بين المرشح المنتصر من كل من هذين المعسكرين المتضادين.
لكن معضلة خليفة ماي سواء من المعسكر المتشدد أو المعتدل هي أن كل العوامل التي جعلت من ماي رئيسة وزراء سيئة ما زالت موجودة، وستجعل من يخلفها رئيس وزراء سيئا أيضاً، إلا إذا حدثت معجزة.
فمن سيخلف ماي سيرث حزباً لا يتمتع بالغالبية في البرلمان، ويعتمد في تمرير تشريعاته علي «الحزب الديمقراطي الوحدوي» الإيرلندي. كما سيرث حزباً منقسماً بعمق حول السؤال الأوروبي، وبلداً منقسماً بشدة حول مستقبله، والاتحاد الأوروبي متشكك في بريطانيا لا يريد تقديم أي تنازلات إضافية أو تمديد فترة الغموض الحالية.
بإختصار إذا كانت ماي قد ورثت عبئا سياسيا ثقيلا، فإن من سيخلفها يرث عبئا سياسيا أثقل. فمع إعلان المفوضية الأوروبية أنه لا مفاوضات جديدة حول اتفاقية الانسحاب، سيكون علي رئيس الوزراء الجديد محاولة تمرير الاتفاقية الحالية في البرلمان البريطاني، أو المقامرة بالخروج من دون صفقة، أو الدعوة لاستفتاء ثان، أو إجراء انتخابات عامة مبكرة. وكل هذه الخيارات معقدة جداً، فتمرير الاتفاقية بالصيغة الحالية شبه مستحيل في البرلمان، والمزاج العام لم يتحول بعد بشكل حاسم لمصلحة إجراء استفتاء شعبي ثان، والانتخابات المبكرة ستأتي علي الأرجح ببرلمان معلق آخر، حيث لا يتمتع أي من الحزبين الكبيرين، العمال والمحافظين، بالأغلبية ما يعني حكومة أقلية «مقيدة اليدين»، وبالتالي صعوبة تمرير أي شىء في البرلمان. بعبارة اخري، وكما قال اللورد مايكل هيزلتين، النائب السابق لمارجريت تاتشر والعضو البارز في حزب المحافظين، فإن بريطانيا قد تصبح «مستعصية علي الحكم» خلال الأشهر المقبلة. ولن يشعر أحد في الاتحاد الأوروبي بالتعاطف مع بريطانيا أو طبقتها السياسية، فقد تحولت لمصدر سخرية عالمية. وإذا كانت ماي بعنادها وتصميمها وجولاتها المكوكية المرهقة بين لندن وبروكسل قد نالت «احترام» أوروبا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فإنه خليفتها قد لا يجد نفس الاحترام، فيما باب البريكست يقود البلد نحو المجهول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.