أمن الخليج لا يتحمل العبث

يترقب العالم بقلق بالغ تطورات الأوضاع في منطقة الخليج ، وعملية التصعيد من جانب إيران وحلفائها بالمنطقة، والولايات المتحدة والسعودية من ناحية أخري . ويبدو المشهد مرشحا لمزيد من التصعيد ، فبعد الاعلان عن صفقات أسلحة أمريكية جديدة للسعودية والامارات والأردن جاء رد ايران وحلفائها عبر الساحة اليمنية المفتوحة بقوة أخيرا.
فقدأعلن تليفزيون المسيرة التابع لحركة الحوثي في اليمن أمس أن الحركة المتحالفة مع إيران شنت هجوما بطائرة مسيرة على مرابض طائرات حربية في مطار جازان بالسعودية قرب حدود اليمن.ولم يرد تأكيد من السلطات السعودية أو من التحالف الذي تقوده المملكة، ويحارب الحوثيون في اليمن منذ أربع سنوات.
وفي إطار التصعيد المستمر لا تبدو الأزمة اليمنية مرشحة للحل بسرعة، نظرا لأن الأطراف اليمنية المتصارعة ربطت نفسها بحروب إيران وصراعاتها مع القوي الإقليمية والدولية حول النفوذ والهيمنة علي منطقة الخليج.
ومع اقتراب عقد القمتين العربية والإسلامية في مكة المكرمة خلال أيام، برزت علي الساحة السياسية ماهية الموقف العربي من الأحداث الأخيرة في الخليج العربي والتصعيد الأمريكي الإيراني في المنطقة. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن قمتي مكة إلى جانب اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ثلاث محطات حاسمة في التوقيت والمضمون، بعدما بلغت الاستفزازات الإيرانية حداً لا يمكن السكوت عنه، لما تشكله من تهديد مباشر لأمن الدول الخليجية والعربية، وبالتالي فإن الغالبية من الدول العربية، معنية بعدم القبول بهذه السياسة الإيرانية العدوانية.
ومن المقرر توافد قادة الدول العربية والإسلامية علي مكة للمشاركة في القمة العربية واجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الطارئين ، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للبحث في تطورات الأوضاع في منطقة الخليج بعد الاعتداءات الإيرانية على المنطقة.
ومن المرجح أن ترسل القمة العربية وكذلك القمة الإسلامية رسالة قوية تطالب بالتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية العربية،وأن يبعث القادة من خلال قمتي مكة رسالة تضامن قوية مع السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ضد أي تهديد خارجي،فضلا عن التحذير بقوة ضد أي عبث بطرق الملاحة والتجارة العالمية،أوأي تهديد لإمدادات النفط من منطقة الخليج.
ومما لاشك فيه أن أمن الخليج لا يتحمل أي عبث ، ومن يحاول العبث سوف يكتوي بنار دولية حارقة وعواقب دولية خطيرة مثلما أخبرتنا التجارب السابقة.
لمزيد من مقالات رأي