اليوم يبدأ العد التنازلى للثلث الأخير من شهر رمضان، الذى أعلن معهد بحوث الفلك بموجب حساباته، أن عدته هذا العام تسعة وعشرون يوما. رغم ذلك سوف نمسى فى رحاب خمس ليال وتر، واحدة منهن هى ليلة القدر التى يتطلع كل مسلم إلى مددها، علما بأن فئة ليست بقليلة لاتزال حدود معرفتها عن ليلة القدر تقف عند استجابة الدعاء، وللتذكرة لا الإضافة، شغلت تسمية ليلة القدر بهذا الاسم أذهان فقهاء الشريعة الإسلامية، فاجتهدوا وتعددت تفسيراتهم، منهم من قال إن مقادير السنة تقدر وتكتب فيها، فقهاء آخرون اتفقوا على وصف حال من يرجوا نفحات تلك الليلة بصالح أعماله، أن يصير ذا مكانة وقدر عظيم إن تجلت له. كما قيل فى سبب تسميتها ليلة القدر: لضيق الأرض عن كثرة الملائكة التى تنزل فى هذه الليلة. أما فضل ليلة القدر عن غيرها، فالقول الفصل أنها فضلت بنزول القرآن الكريم كما جاء فى قوله تعالي: «إنا أنزلناه فى ليلة القدر». فهى ليلة يعم فيها السلام والبركة، وتخلوا من الأذى والشرور كما أخبرنا بذلك رب العزة بمحكم آياته فى قوله تعالي: «سلام هى حتى مطلع الفجر». إن انشرح صدرك واطمأنت سريرتك، فذلك من علامات تجلياتها لك، فهى ليلة جديرة بترقب مريديها بقراءة القرآن وبكثرة الذكر والقيام للفوز بنفحاتها، فذلك مستحب، وفرصة قد لا تتكرر مجدداً، لأن من يدركها نال العفو والعافية، والبركة فى العمر، وقدرا من الرزق بإذن ربه، من رغب فليبدأ بالمزيد من التعبد، تأهبا لليلة هى خير من ألف شهر. وبالنية أبادر بل ألتمس والقلب مهتد: أيا ليلة القدر بالفؤاد أناجيك ألا لبيت فضلا رجاء مناد؟. لمزيد من مقالات ياسر مهران