قوله تعالى « وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين « سورة الأحزاب : الآية 50، يشير إلى امرأة من أشد النساء حرصا على تطبيق حدود الله، شهد لها التاريخ بعظمتها وشهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم هى وأخواتها بالإيمان، و كرمها الله عز وجل وأنزل فيها قوله تعالى ، إنها برة بنت الحارث الهلالية، وقد أطلق عليها الرسول عليه الصلاة والسلام اسم ميمونة، حينما عقد عليها بعد تحلله من عمرته، وقالت في ذلك : تزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف، فقد اعتمر الاثنان ثم تزوجا بعد التحلل من العمرة بمكة، تزوجت السيدة ميمونة رضى الله عنها قبل الرسول من مسعود بن عمرو الثقفى قبيل الإسلام ولكنه فارقها، ثم تزوجها أبو رهم بن عبد العزى، فتوفى عنها، وفى السنة السابعة للهجرة النبوية ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة، وكانت برة ايضا بمكة للعمرة ورأت رسول الله وهو يعتمر، فتمنت من الله عز وجل أن تنال شرف الزواج منه وأن تصبح أما للمؤمنين، فقالت ما في قلبها وأمنيتها إلى أختها أم الفضل، فحدثت أم الفضل زوجها العباس، ولما وصل الخبر رسول الله، بعث إلى ابن عمه جعفر بن أبى طالب ليخطبها، وعندما خرج من عندها جعفر رضى الله عنه لم تنتظر وركبت بعيرها وانطلقت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، ولما وصلت إليه قالت له : البعير وما عليه لله ورسوله « ، هكذا وهبت برة نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم . ينوه الدكتور السعيد محمد على من علماء الأوقاف، الى أن هذه الآية ذُكر فيها نوع من حلائل النساء وأيضا نوع من أنواع الزواج للنبى عليه الصلاة والسلام، وهذا ما فيه خصوصية للنبى ، وهو زواج الهبة في قوله تعالى ( خالصة لك من دون المؤمنين .. )، كانت ميمونة رضى الله عنها أم المؤمنين آخر من تزوجها رسول الله عليه الصلاة والسلام وبها ختمت أمهات المؤمنين، قالت فيها عائشة رضى الله عنها :» إنها والله كانت من اتقانا لله وأوصلنا للرحم «، كما كانت من أكثر الراويات للحديث النبوى الشريف، فلم يسبقها سوى أم المؤمنين السيدة عائشة وأم سلمة رضى الله عنهن جميعا.