أكدت مناقشات المؤتمر الثامن عشر للجمعية المصرية لهشاشة العظام وطب المسنين أن الهشاشة أصبحت الآن من أكثر الأمراض انتشارا بين كل الفئات العمرية من الجنسين، وأن التغذية الخاطئة والتدخين وعدم ممارسة الرياضة من أهم أسبابها. ففى محاضرة عن دور فيتامين «د» بين الحقائق والخرافات، أوضح د.سمير البدوى أستاذ الروماتيزم بجامعة القاهرة أن نحو 65% من الناس فى العالم يعانون نقص الفيتامين، وتصل هذه النسبة فى الدول العربية لنحو 82% بسبب عدم التعرض الكافى لأشعة الشمس، حيث يتكون 80% من الفيتامين تحت الجلد عند تعرض الجسم للأشعة فوق البنفسجية، فى حين تتكون النسبة الباقية من الغذاء، خاصة أسماك السالمون وزيت كبد الحوت وعصير البرتقال ومنتجات الألبان، حيث تقوم الأشعة فوق البنفسجية بتحويل مركب «كوليكالسيفيرول» الموجود تحت الجلد لفيتامين «د» غير نشط، يتم تنشيطه على مرحلتين بالكبد ثم الكلي، ينفذ بعدها الفيتامين لكل أجهزة الجسم ليساعد فى التمثيل الغذائى وامتصاص الكالسيوم والفسفور بالإثنى عشر والأمعاء الدقيقة، لينفذ بعدها إلى الدورة الدموية. ويضيف أن الكالسيوم العامل المنظم لنسبة فيتامين «د» بالدورة الدموية، ويتسبب انخفاضه فى تحفيز الغدة الجار درقية على زيادة إفراز هرمونها، مما يسبب تفتيت الكتلة العظمية ونقص مخزون الكالسيوم الذى يلعب دورا مهما فى عمل عضلة القلب ونقل الإحساس للجهاز العصبى ونشاط الجهاز العضلى بالجسم. وعن العلاج الأمثل للهشاشة أوضح د. حازم عبد العظيم أستاذ جراحة العظام بجامعة القاهرة أنه رغم الدور الكبير للعلاج المتخصص فى تحسين كثافة العظام وتقليل احتمالات الكسور لأيدى المرضي، إلا أن نتائج الأبحاث أكدت أن استخدامه لأكثر من 6 سنوات يمكن أن يتسبب فى حدوث كسور تماثل الكسور الاجهادية لبعض المرضي. ولذلك يوصى بعدم استخدام مثل هذه العلاجات لأكثر من 5 سنوات، كما يوصى بإيقاف العلاج عند الشعور بأى آلام، خاصة فى عظام الفخذ لكونها مؤشرا لبداية حدوث كسر. أما إذا حدثت شروخ، فيجب عمل جراحة لتثبيت العظام المهددة تجنبا لحدوث كسر مستقبلا. ويتم ذلك باستخدام الشرائح والمسامير المناسبة للحالة. وفى محاضرة عن هشاشة العظام عند الرجال، أوضح د.أحمد مرتجى أستاذ طب المسنين بجامعة عين شمس أن الدراسات الحديثة فى مصر أظهرت أن ما بين 8 إلى 13% من الرجال بمحافظات القاهرة والإسكندرية وأسوان يعانون الهشاشة، وهى نسبة تزيد على مثيلاتها فى دول العالم المختلفة. ومن أسف أن معظم هؤلاء المرضى كانت أعمارهم تقل عن 50 عاما، بجانب نسبة كبيرة من الشباب كانوا مصابين بمرحلة ما قبل الكسر. ويرجع فى ذلك التغذية الخاطئة وعدم ممارسة الرياضة والتدخين، الأمر الذى انعكس بالسلب على مستوى هرمون الذكورة، وزاد من فرصة تعرض الرجال للكسور، خاصة بعظام الحوض والعمود الفقري. ويوصى بضرورة توعية الشباب بخطورة ذلك، وأهمية الوقاية بممارسة الرياضة والتغذية السليمة والامتناع عن التدخين. وعلى صعيد آخر، ومن واقع الدراسات الميدانية، أكدت الدكتورة آمال الجنزورى أستاذ الروماتيزم بطب عين شمس انتشار الهشاشة بين الأطفال لعدة أسباب أولية وثانوية من أهمها وجود جينات موروثة من الوالدين مما يؤدى لخلل فى جودة العظام وعدم اكتمالها بالصورة الصحيحة. وعندئذ يعانى الطفل تكرار الإصابة بالكسور وفقرات الظهر، وقصر فى القامة، مع تغير فى لون العينين. أما الأسباب الثانوية فتتمثل فى العلاج بالكورتيزون وأدوية الصرع، ومن يعانون أمراض المناعة الذاتية مثل الروماتويد والذئبة الحمراء، وكذلك الشلل الدماغى وأمراض ضمور العضلات. ويتم تشخيص هذه الأمراض بجهاز قياس كثافة العظام مع قياس نسب الكالسيوم وفيتامين «د» والفسفور وهرمون الغدة الجار درقية. أما العلاج فيتم عن طريق الكالسيوم وفيتامين «د» وبعض الأدوية لتثبيت الكالسيوم والفسفور فى العظام. وعلى صعيد آخر أكد د.عمر حسين أستاذ الأشعة بطب عين شمس أهمية متابعة قياس كثافة العظام بشكل سنوى طوال فترات العلاج، وذلك بأجهزة «ديكسا»، شريطة أن يتم القياس بدرجة عالية من الدقة ليتمكن الطبيب من حساب معدلات التغير الحاصل نتيجة للعلاج والتأكد من عدم حصول هذا التغير بسبب أخطاء بشرية أثناء القياس، كما يمكن عمل فحص جانبى للفقرات لاكتشاف أى انبعاج أو قصر فى ارتفاع بعض الفقرات، حيث يمثل ذلك أحد المضاعفات الكثيرة الحدوث والتى قد لا تكون مصحوبة بأعراض فى بداية حدوثها، مثل حدوث انحناء فى الظهر.