يقول الله تعالى»يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا..». يوضح الدكتور أبو اليزيد العجمى أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم: أن هذا الحديث ورد عن غزوة الأحزاب أو الخندق، حيث كانت الجزيرة العربية قد هدأت بعد الحروب والبعثات التى استغرقت العام الذى كان قبل غزوة الأحزاب، لكن اليهود الذين كانوا قد أخرجوا إلى خيبر نتيجة غدرهم ودسائسهم، هؤلاء اليهود ظلوا يفكرون كيف يصنعون ضربة قاتلة للمسلمين. ولما لم يكونوا قادرين على هذا الأمر لجأوا إلى التآمر حيث خرج وفد من زعمائهم من عشرين رجلا إلى مكة يحرضون قريشا على غزو الرسول بالمدينة ويعدون قريشا بأن يقفوا معهم، وسار الوفد كذلك إلى غطفان، وطاف بقبائل العرب يدعوهم إلى ما دعوا إليه قريش، فاستجاب لهم نفر كثير تواعدوا على أن يتحركوا صوب المدينةالمنورة ويلتقوا هناك، وكانوا عشرة آلاف، وهذا العدد كما يقول المؤرخون أكبر من كل سكان المدينة برجالها ونسائها وأطفالها. علم الرسول القائد بهذا الأمر فحرص على ألا يدخلوا المدينة وكان حفر الخندق شمال المدينة بناء على مشورة الصحابى سلمان الفارسى الذى قال (إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا)، والحديث يطول عما حدث من معجزات فى حفر الخندق. ويوضح العجمى أن فى تأويل هذه الإشارات دروسا تربوية أهمها: أولا: على القائد أن يكون يقظا فى حالات السلم لأن أعداء الحق لا يستكينون ما داموا على الكفر. ثانيا: القائد الناجح يستفيد من خبرات كل جنده، لأنهم حريصون على نصر الله من جهة. ثالثا: اللجوء إلى الله واجب فى كل وقت، لكنه فى الشدائد ألزم، وقد دعا المسلمون ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب.