وردت حرفة الخياطة في القرآن الكريم ضمنيا في سورة الأعراف قال تعالى: «فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ». وقد أشار إلى أداة من أدواتها في قوله «إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ «؛ فسم الخياط هو ثقب الإبرة التي يخيط بها الإنسان ملابسه. وقد ورد في الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم بسندهما عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -قال: «إنَّ خيَّاطًا دعا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم -لطعامٍ صنعه، قال أنس: فذهبتُ مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم -إلى ذلك الطعام، فقرَّب إليه خبزًا من شعير ومرقًا فيه دُبَّاء، قال أنس: فرأيتُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم -يتتبَّع الدُّبَّاء من حولِ القصعة، فلم أزلْ أُحبُّ الدُّبَّاء بعد ذلك اليوم». فقد ورد في هذا الحديث مهنة الخياطة وقبول رسول الله دعوته على الطعام. وهنا لمحة للإمام الشعراوي رحمه الله حول هذه الآية في تفسيره يقول «وما حدث لآدم لما خالف منهج ربه، حيث ظهرت عورته: «وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجنة». كذلك إنْ خالفت هذا المنهج الإلهي في الدنيا ستظهر عوراتكم لذلك إذا رأيت أيّ عورة في المجتمع في أيّ ناحية: في الاجتماع، في الاقتصاد، في التربية، فاعلم أن حكماً من أحكام الله قد عُطِّل، فظهرت سوأة من سوءات المجتمع؛ لأن منهج الله هو قانون الصيانة الذي يحميك وينظم حياتك لتؤدي مهمتك في الحياة». ولكل إنسان يحترف هذه الحرفة له شرف وفخر لأن نبي الله إدريس عليه السلام وهو أوّل نبي بعد آدم عليه السلام كان أول من عمل بها وفي ذلك يقول الشعراوي في تفسيره «إن نبي الله إدريس أول مَنْ علّمه الله غزل الصوف وخياطة الملابس، وكانوا قبلها يسترون عوراتهم بقطع الجلود. وهو أول مَن استخدم النجوم لمعرفة الاتجاهات والأحوال، وأول مَنْ خط بالقلم، هذه يُسمُّونها أوليات إدريس».