ما بين الأمس واليوم عاشت مصر فترات غاية فى الصعوبة، عقب ثورتى 25 يناير و 30 يونيو. خرجت مصر من ثورتين منهكة، اقتصاد منخفض وتجارة متوقفة وصناعة متجمدة وسياحة راحلة، كانت الصورة لا تبشر بالخير، وكان الأمل يكاد يكون منعدما بالنسبة للمصريين، جميع التقارير الخارجية فى ذاك الوقت كانت تؤكد أن مصر مقبلة على مرحلة إفلاس، كيف تواجه مصر مصيرها فى ظل ما حدث لها خلال عامين كانت البلاد فى حالة من الفوضى العارمة وغياب للأمن، وسرعان ما بدأت الأمور تستقر شيئاً فشيئاً حتى بدأت معالم الدولة تعود إلى طبيعتها، كانت مصر فى الأمس على حافة الهاوية وبفضل جهود أبنائها من المصريين استطاعت أن تسترد عافيتها اليوم وتعود إليها مكانتها بين الدول، وبعد أن كانت التقارير تؤكد انهيار الاقتصاد المصرى، أصبحت نفس الجهات تؤكد قدرة مصر على اجتياز المرحلة الصعبة لتثبت للعالم أن بها رجالا وشبابا ونساءً استطاعوا أن يحولوا الهزيمة إلى نصر والفشل إلى نجاح. إنها الإرادة والعزيمة التى يتميز بها كل مصرى، وسرعان ما بدأت عجلة العمل والتنمية تسير بسرعة البرق للوصول إلى ما نحن فيه اليوم من تحسن ملحوظ فى الاقتصاد والذى كان سبباً فى زيادة الاستثمارات الأجنبية فى مصر وزيادة تحويلات المصريين فى الخارج وتراجع نسبة الدين العام وزيادة الفائض من الميزانية وارتفاع الاحتياطى من النقد الأجنبى وانخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه المصرى. الإجراءات الإصلاحية التى قامت بها الحكومة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية بدأت تؤتى ثمارها اليوم لينعم بها شباب المستقبل من الأبناء والأحفاد، مصر اليوم أفضل من أمس وستكون غداً أفضل من اليوم. لمزيد من مقالات د. إبراهيم البهى