طلاقة الوجه من الأخلاق يسيرة الفعل، شديدة الأثر فى العلاقات الإنسانية، فهى تبعث على البشر وتنشر المودة والرضا والحب والطمأنينة بين الناس، لذا حث عليه النبى صلى الله عليه وسلم على هذا الخلق، فقال: «لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، وقال عليه الصلاة والسلام: «تبسمك فى وجه أخيك صدقة»، وعن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك فى إناء أخيك». وقد روى عن عائشة رضى الله عنها قولها عن النبى صلى الله عليه وسلم: «كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان بساماً»، كما روى عنها قولها: «ما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يبتسم. وعن أنس بن مالك قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى عليه وسلم. وعن جرير قال: ما صحبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآنى إلا تبسم فى وجهي. وعن عبد الله بن الحارث قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتعلق المزاح بطلاقة الوجه والبشاشة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولكنه لا يقول إلا حقاً. وروى عن الحسن رضى الله عنه أنه قال: أتت عجوز إلى النبى صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة، فقال: «يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز»، فولت المرأة تبكي، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «أخبروها أنها لا تدخلها وهى عجوز إن الله تعالى يقول: «إنا أنشأنهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً».