يقول تعالى «ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم»، سورة النور الآية 22 ، ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت فى سيدنا أبى بكر رضى الله عنه، وهو أول من آمن وصدق برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، وله من الألقاب الإيمانية فى الإسلام الكثير والكثير ، فهو الصديق ورفيق الرسول فى رحلة الهجرة إلى المدينة، ومحرر الرقيق والعبيد من الطغاة والمشركين، وأول خليفة للمسلمين بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم . يقول الدكتور السعيد محمد على من علماء الأوقاف، إن الله عز وجل جاء عتابه فى الآية عندما حلف أبو بكر الصديق رضى الله عنه على ترك إعطاء أقربائه من المحتاجين والفقراء من المهاجرين لذنب ارتكبوه، وهو مشاركتهم فى شهادة الزور فى حادثة الإفك، فكان عتاب الله أنه لا يحلف أهل الفضل فى الدين وأصحاب السعة فى المال على ترك الإنفاق على من هم فى حاجة إلى هذا المال، بل وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون ان يغفر الله لكم من ذنوبكم اذا عفوتم، وتقول عنه عائشة رضى الله عنها «إنى لفى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى الفناء وبينى وبينهم السد إذ أقبل أبو بكر فقال رسول الله : من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا، ومن يومها سمى أبو بكر العتيق. أرسى أبو بكر الصديق منهجا قويما فى الخلافة عندما بايعه الجميع خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث وضع أمام المسلمين منهجه الذى يسير عليه، فقال لهم: «أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم ولكن نزل القرآن، وسن النبى صلى الله عليه وسلم السنن، فعلمنا، اعلموا أن أكيس الكيس التقوى، وأن أحمق الحمق الفجور وأن أقواكم عندى الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندى القوى حتى آخذ منه الحق، أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع ، فإن أحسنت فأعينونى وإن زغت فقومونى».