الحصير اليدوى الذى يصنعه أهالى قرية «الجلابطة» بالمنوفية كان لسنوات طويلة يدخل كل البيوت فى مصر وخاصة منازل القرى، الا ان الاهالى اتجهوا مؤخرا الى استخدام الحصير البلاستيك والسجاد والموكيت، لتبدأ أعداد الورش بالقرية فى التقلص والتناقص لتصارع تلك الحرفة التراثية الأقدم خطر الاندثار وطالب العاملون بها بمساندة الدولة بالتسويق والقروض.. وظل انتاج الحصير اليدوى المهنة الأساسية لأهالى قرية «كفر الجلابطة» التابعة لمركز الشهداء لعقود طويلة وتفوقت لسنوات طويلة على الزراعة المهنة الأساسية بقرى المنوفية.. » منعرفش نشتغل حاجة تانية غيرها « بهذه الكلمات بدأ محمد عبدالحميد مرعى أحد أقدم العاملين بحرفة صناعة الحصر بقرية كفر الجلابطة كلامه مضيفا أن القرية كانت بالكامل تعمل فى هذه المهنة وأن والده رحمه الله كان يدير 7 مشاغل «ورش« لصناعة الحصير والآن وبعد سنوات طويلة من العمل بات محمد يمتلك نصف ورشة مع شقيقه الأصغر وتساعده فيه زوجته، وأضاف أنه بعد الغلاء بدأ الشباب فى العزوف عن الصناعة لان عائدها المادى قليل فلا يتعدى العائد اليومى للصانع بتلك الحرفة 60 جنيها مقابل ساعات عمل تستمر لنحو 12 ساعة وأضاف « المهنة دلوقتى مبقتش تأكل عيش ومش مستمر فيها غير اللى بيحبها«. وأشار محمد إلى أنها لم تعد حرفة مجزية لأسباب عديدة منها المواد الخام المستخدمة والتى يطلق عليها «السمر « وتنمو فى عدد من الأراضى المالحة بمحافظات الشرقية والإسماعيلية والبحيرة بدون تدخل بشرى ويتم حصاده كل عامين وفى الفترة الأخيرة رفع أصحاب هذه الأراضى أسعار « عيدان السمر « بعد أن كان فى السابق بدون مقابل، مشيرا إلى إن الأراضى التى ينمو فيها السمر تتناقص بشكل كبير بسبب استصلاحها وزراعتها أو البناء عليها. وأضاف أن المستهلكين فى كافة الطبقات يقبلون على المنتجات المنافسة بداية من الحصير البلاستيك إلى الموكيت والسجاد، ولم يعد للحصير اليدوى مكانا فى بيوت المصريين باستثناء عدد قليل جدا من الفلاحين الذين يحافظون على استخدامه فى المنازل الريفية بسبب ملاءمته للبيئة الريفية بالإضافة إلى تجهيز الشاليهات والقرى السياحية وتستخدمه بعض الكافيتريات فى التظليل و التصميمات الريفية لبعض الأماكن. سليمان مرعى أحد العاملين بالمهنة أكد أنه على الدولة بذل مزيد من الجهود لإحياء الصناعات التراثية كما أنها من الوسائل الفعالة للقضاء على البطالة مطالبا بتقديم قروض ميسرة للعاملين بالمهنة للتوسع فى الصناعة وإحيائها خاصة أن غالبية العاملين بالمهنة لا يفضلون المغامرة و الاتجاه إلى الإنتاج بكميات كبيرة خوفا من تقلبات السوق وحالة الركود التى يشهدها السوق فى أغلب الأوقات، وأضاف أن صناعة الحصير تمتاز ببساطتها وانها غير معقده فتبدأ بالحصول على المواد الخام والخيوط وإعداد أعواد السمر بالمقاسات المطلوبة لكل منتج وبعد ذلك يتم غمره بالمياه فى أحواض مخصصة حتى تحصل الأعواد على الرطوبة المطلوبة ولا تنكسر أثناء صناعة الحصير وفى المرحلة الأهم يتم شد الخيوط على النول ويبدأ الصانع فى تركيب الأعواد بشكل متجانس حتى الانتهاء من صناعة الحصيرة بالمقاس المطلوب. من جانبه أكد اللواء سعيد عباس محافظ المنوفية مسانده الدولة للصناعات الحرفية التى تشتهر بها المحافظة كالسجاد والفخار والصدف وصناعة الحصير وتقديم الدعم للصناع للحفاظ على تلك الحرف اليدوية التى تتميز بها قرى المنوفية.