الحياء قيمة إسلامية رفيعة تحول بين المرء وبين إيذاء الغير سواء بالقول أو بالفعل، كما يمنع الحياء المجاهرة بالسوء، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء». والحياء شعبة من شعب الإيمان، وقال: «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار»، وقال: «ما كان الفحش في شيء إلا شانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه». والحياء له ثلاثة أوجه: 1- الحياء من الله تعالى وهو يؤدي إلى إطاعة أوامره والانتهاء عن نواهيه وشكر نعمته وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استحيوا من الله حق الحياء» قلنا يا رسول الله: «إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله عز وجل حق الحياء». 2- الحياء من الناس ويكون بكف الأذى، وترك المجاهرة بالقبيح. 3- الحياء من النفس ويكون بالعفة وصيانة الخلوات. وللحياء في الإسلام منزلة كبيرة فهو صفة من صفات الله تعالى، قال عز وجل: «إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها...»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ربك حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً»، أو قال: «خاليتين». والحياء صفة من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد الخدري قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها». وإذا كان الحياء يمنع المسلم من الجفاء في الكلام والفحش في العمل، إلا أنه لا يمنعه من قول الحق، كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو طلب العلم. فالحياء لم يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم - عندما جاءه أسامة بن زيد يشفع عنده في امرأة مخزومية ثبت أنها ارتكبت سرقة - من أن يقول: «أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة؟». ولم يمنع الحياء امرأة من أن تعارض الخليفة عمر بن الخطاب عندما أراد أن يضع حداً أقصى للمهور، ولم يمنع الحياء عمر من أن يتراجع عن رأيه ويقول «أصابت امرأة وأخطأ عمر».