من كمال محبة الله-عز وجل- لرسوله صلى الله عليه وسلم -أن الله-عز وجل-كان يتولى الدفاع عن نبيه وحبيبه محمد. ويؤكد الدكتور عبد الغفار عبد الستار رئيس قسم الحديث بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أنه ما من نبى من الأنبياء إلا ودافع عن نفسه، فها هو سيدنا نوح عليه السلام حينما قال له قومه «إِنَّا لَنَرَاكَ فِى ضَلَالٍ مُبِينٍ»، دافع عن نفسه قائلا «يَا قَوْمِ لَيْسَ بِى ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، أيضا سيدنا هود-عليه السلام-حينما تطاول عليه قومه قائلين له «إِنَّا لَنَرَاكَ فِى سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ» دافع عن نفسه قائلا لهم «يَا قَوْمِ لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ».. أما نبينا صلى الله عليه وسلم فحينما قال قومه (لَسْتَ مُرْسَلا) رد الله-عز وجل عليهم قائلا «يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ»، وعندما وصفوه بالجنون رد الله-عز وجل بقوله (وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ)، وهكذا بل كان دفاع الله-عز وجل-عن رسوله- صلى الله عليه وسلم -منذ اللحظة الأولى من الدعوة عندما وقف صلوات ربى وسلامه عليه على جبل الصفا فَهَتَفَ: يَا صَبَاحَاهُ! فَقَالُوا: مَنْ هَذَا الَّذِى يَهْتِفُ؟ قَالُوا مُحَمَّدٌ. فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بَنِى فُلَانٍ، يَا بَنِى فُلَانٍ، يَا بَنِى فُلَانٍ، يَا بَنِى عَبْدِ مَنَافٍ، يَا بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا. قَالَ: فَإِنِّى نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ!، أَمَا جَمَعْتَنَا إِلَّا لِهَذَا! ثُمَّ قَامَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ: «تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ»، وربما يسأل سائل لماذا ذكرت السورة امرأة أبى لهب؟ والجواب: لأنها كانت تسعى بالنميمة والإفساد بين النبى صلى الله عليه وسلم وبين الناس، ولما علمت أن قرآنا نزل يتوعدها بالعذاب هى وزوجها أخذت فهرا من حجارة (أى حجر ملء الكف) وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو جالس عند الكعبة وبجواره أبو بكر الصديق-رضى الله عنه- فلما وقفت عليهما قالت: يا أبا بكر أين صاحبك؟ فلقد بلغنى أنه يهجونى ولو رأيته لقسمت بهذا الحجر فاه ثم قالت: أما والله إنى لشاعرة، مذمما عصينا، وأمره أبينا، ودينه قلينا، ثم انصرفت، فقال أبوبكر: يا رسول الله أما تراها رأتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أخذ الله ببصرها عنى ثم قال: أما تعجبون من دفاع الله عنى يسبون مذمما وأنا محمد.