مازالت أجمل ذكريات الطفولة مرتبطة بفرحة قدوم شهر رمضان الكريم وشراء الفانوس المصنوع من الصاج والزجاج الملون أحمر وأخضر «أبو شمعة» واللعب والاستمتاع به مع أولاد وبنات الجيران بعد الإفطار إلى انتظار دقات طبلة المسحراتى...وعن حجم الإقبال وهل الفانوس القديم «ابو شمعة» مازال موجودا فى ظل منافسة الصين؟، وهل الفانوس المصنوع من البلاستيك خطر على الأطفال؟. د. خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبى، كلية الآداب جامعة القاهرة، يقول: تؤكد روايات المؤرخين أن بصمات الفاطميين، ظاهرة بقوة على الثقافة والعادات والتقاليد المصرية وهم من أدخلوا البهجة عليها حتى ان بعض العادات والمعتقدات البعيدة نسبت لهم لكثرة ارتباط المصريين بالفاطميين، وهناك عدة روايات وراء فانوس رمضان فى وجدان المصريين وهى ان الفاطميين لم يجدوا أفضل من الفوانيس عند استقبال المعز لدين الله الفاطمى الحاكم، الجديد وكان فى 4 من شهر رمضان فى الليل، وكان شيئا مبهجا لهم لذلك حرصوا أن يكرروها مع كل ليلة من ليالى رمضان فكانت فرصة للاحتفال بذكرى دخول وتولى الحاكم، ويضيف أن هناك رواية أخرى أن الفانوس ظهر فى العصر العباسى وأراد الخليفة المأمون على أن يجعل ليالى رمضان كنهاره فكان يأمر بإضاءة أكبر عدد من الفوانيس فى شهر رمضان حتى عندما كانت النساء فى ليالى رمضان يرغبن فى التوجه للمساجد لأداء صلاة التراويح كان هناك خادم يمسك فى يده بالفانوس يمشى فى الأمام فكان الناس يفسحون لهن الطريق حتى يصلن بسلام وأمان وهذا يدل على مدى الاحترام والعقلية الراقية فى الثقافة المصرية فى التعامل مع المرأة.. وأوضح أن فانوس رمضان مشهد من مشاهد الاحتفالية يقوم به الكبار حتى ظهور وانتشار الإضاءة والكهرباء، ورغم ان الفانوس فقد قيمته لكنه ظل فى وجدان المصريين ولم يختف وأصبح رمزا فى يد الأطفال ومازال ظاهرة ثقافية خاصة فى المناطق والأحياء القديمة والشعبية، كما يحرص الكبار على شرائه لأبنائهم، ومع تقصير وتفريط المسئولين فى صناعة رمز ثقافى مهم جداً للمصريين يعد من عناصر الهوية المصرية تم إفساح المجال لدخول الفانوس المصنوع فى الصين رغم عدم وجود أى علاقة لها به وقاموا بتطويره بالتكنولوجيا الحديثة وأضافوا له أسطوانات عليها أغان شعبية مثل وحوى ياوحوى، ونحن نستورد ونستهلك ويتم نزف جيوبنا وعلى الدولة وضع خطة للاهتمام بالصناعات الحرفية فى منطقة تحت الربع وإخضاع الحرفيين للدورات وورش عمل والتدريب على التكنولوجيا الحديثة لتنمية مهاراتهم وتنمية صناعة الفوانيس والخيامية فى مصر لكى يلبوا احتياجات السوق لأن الطرق البدائية فى الصناعة مكلفة جدا، فضلاً عن الاستفادة من الكنوز البشرية الضخمة واستغلالها لمواجهة ظاهرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتوفير عملة صعبة ورفع وعى الناس بأهمية الحرف الصناعية واليدوية. وحول فرحة الأطفال بفانوس رمضان يقول: بالتأكيد اختلفت عن الماضى، أنا أشترى الفانوس لابنى واتركه للزينة ولايفضل أن يلعب به لأن اهتمامه أكثر بالتكنولوجيا الحديثة من «الكمبيوتر» و»التابلت» والألعاب الالكترونية التى أصابت الأطفال والكبار بإدمان الانترنت، وما يتبعه من أعراض العزلة عن الجيران والاكتئاب والكذب، وهى نفس أعراض إدمان المخدرات خاصة فى ظل اختفاء الدراما التليفزيونية التى كانت تقدم للأطفال مثل فوازير «عمو فؤاد» والف ليلة وليلة والمسلسل الدينى والتاريخى الذى يستعيد تاريخنا الحضارى وحل مكانها مئات المسلسلات البعيدة والمنافية لقيم وجو رمضان وتحولت من الاهتمام بالمضمون إلى الشكل. عاطف السنى 58 سنة تاجر فوانيس يقول: ورثت المهنة أبا عن جد منذ سنة 1940. ومازال الفانوس من رموز رمضان عند المصريين ويحرصون على تزيين مداخل محالهم به ويضعونه أمام الفنادق، والعمارات، والمنازل، ويوضح أن الإقبال يزداد على المصنوع من أقمشة الخيامية ويتراوح سعره هذا العام من 220 الى 480 جنيها.. مشيراً إلى أن البيع كان أكثر بكثير من 20 سنة عن الوقت الحالى، ويضيف أن الفانوس المصرى المصنوع من الخشب مازال له جمهوره ويباع بأسعار تبدأ من 5 جنيهات إلى 250 جنيها حسب حجمه، وهناك ايضا الفانوس القديم المصنوع من الصفيح والزجاج «أبو شمعة» بشكله الجميل والمميز فمازال موجود وله جمهوره و أنا صممت له بطارية وجهاز يغنى «وحووى ياوحوى» سعره يصل إلى 65 جنيها والذى بشمعة فقط ولا يغنى سعره يصل إلى 35 فقط و تم صناعة قاعدة ليكون أكثر أمانا. وبالنسبة الى أحدث فانوس مستورد صينى فهو لمحمد صلاح قد كان سعره فى البداية 87 جنيها ثم قفز الى 300 جنيها وهو عبارة عن لعبة بعيدة الشبه عن اللاعب محمد صلاح لكن الحرفيين المصريين قاموا بصناعته من الخشب بشكل يشبهه أكثر وقد وصل سعره إلى 85 جنيها. وعن أضرار الفوانيس الصينية البلاستيك على صحة الأطفال خاصة مع أرتفاع الحرارة يقول عاطف السنى هذا الكلام غير حقيقى حيث يتم فحصها فى الميناء من قبل الجهات المختصة قبل أن تدخل مصر والدليل على ذلك أن هناك الكثير من الشحنات تم إرجاعها ولم يتم الموافقة عليها وكثير من المستوردين خسروا بضائعهم.