أكد خبراء ليبيون أهمية التقدم الذي يحرزه الجيش الوطني في العاصمة طرابلس لتخليصها من سيطرة الميليشيات والتنظيمات المسلحة معتبرين أنه نجح خلال المرحلة الماضية في استنزافها تمهيدا للقضاء علي نفوذها نهائيا . وقال الباحث السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم ل»الأهرام«: إن الجيش الليبي قام بعملية طرابلس التي قاربت علي الشهر بعد أن استنزف كل الوسائل السياسية مع القائمين علي الأمر في طرابلس، الذين قاموا بعمل تكتل داخل الملتقي الجامع الذي كان مقررا عقده بمشاركة 120 شخصية اختارتهم الأممالمتحدة، بهدف إسقاط القيادة العامة للجيش الوطني الليبي. وأضاف : لو ذهبنا إلي الملتقي لكانت كارثة بكل معني الكلمة، وقد أكد لنا ذلك أعضاء من الملتقي الجامع، أخبرونا أنه قد طلب منهم المشاركة في إجراءات لتحجيم دور الجيش في الملتقي الذي يعقد برعاية الأممالمتحدة، وهذا هو اسلوب الإخوان عموما. وتابع قائلا: وقبل ذلك بأيام فوجيء الجميع بفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي يذهب إلي تركيا ومحور الإسلاميين عقب الملتقي الذي جمعه هو وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر في أبوظبي، في خطوة مخيبة للآمال، ولذلك لم يكن أمام الجيش الليبي سوي البدء في عمليته العسكرية في طرابلس، ولم يكن أمامه خيار آخر سوي الدخول في هذه العملية لمواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي كانت تستعد لتصعيد أعمالها الإجرامية في الجنوب الليبي. ولفت بلقاسم الي أن العمليات العسكرية الحالية طويلة الأمد، وهي بين كر وفر، وأن فاتورتها كانت باهظة للغاية علي مستوي القتلي من الطرفين التي لا يعلن الطرفان عن أرقامهم الحقيقية، فضلا عن القتلي من المدنيين و 36 ألف ليبي تم إجلاؤهم حتي الآن، لكنه يري أن أي حل سياسي يجب أن يشمل إصلاح النظام السياسي الذي بنيت عليه حكومة الوفاق بطرابلس، وهو نظام إقصائي حول شركاء الوطن إلي خصوم، وانتهج سياسة الإلغاء، كما يجب أن يعالج مسألة الميليشيات في طرابلس بشكل فوري وتسريح عناصرها، لأن هذه الميليشيات هي التي تعطل وتعرقل المسار السياسي في ليبيا. وأشار إلي بعض الجهود المحلية والإقليمية والدولية لحل الأزمة الراهنة، ولكنه يري ان دخول ليبيا علي خط الأزمة وإعلانها دعمها اللا محدود للمجموعات المسلحة في طرابلس هو الذي عقد الأزمة، وأكد أن دور تركيا غير مرحب به في ليبيا نظرا لدعمها للمتطرفين والإرهابيين، وهناك أدلة ثابتة علي شحنات الأسلحة والمتفجرات التي ترسلها إليهم، كما أنها علي عداء مع كل دول جوار ليبيا، وهي مسألة خطيرة. وأكد بلقاسم أن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا تعطل الحل السياسي، ويجب إبعادها عن المشهد السياسي، بعد أن تغولت وسيطرت بشكل خطير علي المنظومة المالية. وبدوره ،قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الليبي محمد العمامي أن القضية في ليبيا بكل وضوح هي قضية بؤر إرهابية يعمل الجيش الوطني علي محاصرتها في طرابلس ، وحذر أنه إذا استمرت هذه البؤر علي ما هي عليه فإنها ستشكل خطرا كبيرا علي الوضع في ليبيا، وستعاني المنطقة كلها بسببها. وتساءل : كيف يمكن التوصل إلي تسوية بين جيش وطني متحد بتراتبية عسكرية، مع هذه الكتائب والميليشيات المتعددة التي تحاول حومة وفاق طرابلس أن تجعلها تحت إمرتها، ويخلص علي أن الأمر ليس بالبساطة التي يتصورها البعض، خاصة بعد إعلان تركيا دعمها لهذه الميليشيات.وقال العمامي: إن الجيش الليبي حقق انتصارات كبيرة علي هذه المجموعات، وسينتصر عليها في النهاية، لكن المواطنين في ليبيا يتضررون الآن. وأضاف أن الإعلام العالمي يسيء تناول عملية طرابلس، ولم يوضح في سياق تغطياته أن هناك بؤرا إرهابية ذهب الجيش الليبي لمحاصرتها، وأكد أن خطر هذه البؤر سيتأذي منه كل جيران ليبيا بمن فيها دول جنوب أوروبا قبالة السواحل الليبية.