تبدو الافلام العربية التى اختارها مهرجان كان السينمائى الدولى مبشرة بتقديم اكثر القضايا العربية الحاحا وجدلا. والمهرجان الاهم فى العالم الذى تبدأ دورته الثانية والسبعون فى الرابع والعشرين من شهر مايو الحالى، اختار أكثر من عشرة افلام لسينمائيين عرب من بينها فيلم قصير واحد من مصر. على رأس تلك الافلام يقف فيلم من أجل سما للمخرجة السورية وعد الخطيب التى كانت شابة عادية تعيش فى حلب مع أسرتها، حتى قررت تعلم التصوير لتسجل الاهوال والآمال التى يعيشها اهل بلدها هناك. فى فيلمها السابق داخل حلب قدمت أحوالا انسانية لم نرها من قبل بحلب الشرقية صورت نهاية عام 2016. ورغم متابعتها لخروج أسر مدنية من المدينة هجروا قسرا منها، الا انها ترى المشاهد كيف تولد الحياة من رحم الخراب. فيظهر الفيلم كيف حول اطفال حفرة عملاقة من انفجار وتسرب اليها الماء الى حمام سباحة. وتذهب بنا الى المستشفى حيث يعمل زوجها الطبيب هناك ويقوم بتوليد امرأة مصابة. ثم يولد طفلها ويموت فى الحال فيقومون باسعافه وتعود اليه الحياة. المنحى الانسانى القوى لوعد الخطيب جعل أفلامها تحصد مشاهدات بالملايين على اليوتيوب، واستحقت عنها جائزة ايمى العالمية.وكان أول افلامها قلعة حلب الثانية واميزها آخر باعة الزهور. تقول عن فيلمها الاخير من أجل سما قصة فيلمى عن نضالى من أجل ان اكون أما وصحافية وامرأة فى منطقة حرب. أريد أن أظهر للعالم كيف للجمال والحب ان يوجدا فى سوريا الآن. وأننا كنا فى ثورة فى سوريا حولوها لحرب. احكى عن ابنتى سما التى ولدت عام 2015 وهى محور الفيلم، وكيف نعيش معا فى غرفة محاطة بأكياس الرمل من أجل حمايتنا من الانفجارات. بالطبع فيلم الفلسطينى اليا سليمان هو من الافلام المنتظرة كذلك، ليس فقط لاشتراكه فى المسابقة الرسمية للمهرجان لكن لان سليمان سينمائى كبير يحمل دائما رؤى طازجة. يحكى فى فيلمه الاخير لابد ان تكون هى الجنة عن وطنه الذى تركه باحثا عن وطن بديل فى نيويورك او باريس. ليفاجأ بأن وطنه الاصلى يرافقه كظله. وبدلا من ان يجد لنفسه حياة افضل، يجدها وقد تحولت الى كوميديا عبثية. هناك ايضا فيلم آدم للمخرجة المغربية مريم توزانى زوجة المخرج الشهير نبيل عيوش الذى أنتج لها الفيلم بمشاركة فرنسية بلجيكية. يحكى الفيلم قصة لقاء تم مصادفة بين سيدتين فى الدار البيضاء. وينتمى لهذا النوع من اللقاءات الذى قد يغير مجرى حياة البشر بين سامية - الحامل بدون زواج- وتستعد للولادة، وعبلة التى تكافح للعيش مع ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات، وفقدت كل معنى للحياة منذ وفاة زوجها. تقول توزانى ان السيدتين تجدان معا طريقة جديدة للتعامل مع العالم وهما متجهتان نحو بعضهما البعض. اما الفيلم الجزائرى بابيشا للمخرجة مونيا ميدور، فيعرض بقسم نظرة ما مثل الفيلم المغربي. وتقول المخرجة عنه: يحكى عن طالبة جزائرية شابة ذات إرادة حرة تقرر تحقيق احلامها رغم مآسى الحرب الأهلية المستعرة فى بلادها فى التسعينيات. تدرس باجتهاد لكى تصبح مصمّمة أزياء ناجحة وتحب الرقص الذى يجعلها تواجه أحزانها الدفينة. مع تزايد التضييق عليها من قبل مجتمعها المحافظ، تتمرد وترفض الوضع السياسى الراهن. وعندما تفقد أحد أصدقائها فى إحدى المواجهات العنيفة، تقرر تنظيم عرض أزياء تهدف من خلاله لمحاربة كل ما ترغب الحرب بقمعه: الحرية واستقلال المرأة، والأمل بالمستقبل. فى قسم نصف شهر المخرجين الموازى يعرض فيلم طلامس للتونسى علاء الدين سليم. تبدأ الاحداث عندما يعود جنديٌّ تونسيٌّ شاب اسمه س إلى بيته عقب وفاة أمه. إلا أن السلطات تبدأ بمطاردته لهجره الجيش بهذه الطريقة، ويتعرّض س لإصاباتٍ بليغةٍ بعد مناوشاتٍ مع الشرطة، ويبحث عن مكانٍ يختبئ به فى الغابة. تعيش ف، امرأةٌ شابةٌ حبلي، فى فيلا فاخرة فى نفس الغابة، وهناك تلتقى ب س ويحدث لقاؤهما تغيراتٌ غير اعتيادية. فى قسم اسبوع النقاد يعرض فيلمان طويلان هما أبو ليلى للجزائرى أمين سيدى بو مدين ومعجزة القديس المجهول للمغربى علاء الدين الجم. وكذلك الفيلم المصرى القصير فخ للمخرجة ندى رياض وانتاج زوجها ايمن الامير. وبمسابقة أفلام سينى فونداسيون لافلام طلبة السينما يعرض الفيلم الفلسطينى امبيانس لوسام جعفري. ومن عرب المهجر، يعرض فيلم زوجة أخى للكندية من اصل تونسى مونيا شكري. وللاديب الجزائرى ياسمينا خضراء فيلم مأخوذ عن روايته السنونو فى كابول اخراج زيبو برايتمان واليا جوبى مفيليك. [email protected] لمزيد من مقالات د. أحمد عاطف دره