حوار: سحر عبد الرحمن أكد الدكتور علي السمان رئيس الاتحاد العالمي لحوار الأديان أن مصر في حاجة إلي مصالحة وطنية بين جميع أطياف الشعب, وقال في حوار للأهرام أن الاعتراف بالآخر ضرورة مشيرا إلي أن الحوار هو المدخل الصحيح لمعالجة الصراعات السياسية الحالية, وفيما يلي نص الحوار: كيف يمكن تفعيل أسلوب وفلسفة الحوار لتفادي الصدام والمعادلة في حياتنا اليومية, وماذا قدمت انت من أعمال في مجال الحوار علي مدي تاريخك...؟ لقد كرست سبعة وعشرين عاما من عمري لحوار الأديان منذ أن مارسته طفلا في مدرسة الأقباط الابتدائية في مدينة طنطا... وتوج بفضل دعم شيخ الأزهر الراحل العالم جاد الحق علي جاد الحق بعقد اتفاقية تاريخية بين الفاتيكان والأزهر لعام98, وايضا بالتوقيع علي اتفاقية أخري مكملة مع كنيسة انجلترا الانجليكانية عام2000 بفضل جهود المطران الدكتور منير حنا رئيس الكنائس الأسقفيه لجنوب الكرة الأرضية وحزنت وقتها أن الإمام جاد الحق توفاه الله قبل التوقيع علي هذه الاتفاقيه. أما عن اهتمامي بربط حوار الثقافات بحوار الأديان فقد عبرت عنه بتغيير القانون الأساسي لحوار الأديان ليصبح حوار الثقافات والأديان إيمانا مني بعد المواجهات التي صاحبت أحداث كوبنهاجن عام2006 بالرسوم الكاريكاتورية المهاجمة للإسلام والرسول( ص), وبعدها أحداث جنيف أيضا في...2009 أنه لو كان هناك حوار ثقافات حقيقي يعرف منه كل منا ثقافة وتاريخ الآخر لما وقعت صدامات باسم الدين. أما عن الجانب الآخر من سؤالك حول تفعيل فلسفة وأسلوب الحوار في حياتنا اليومية... فأقول لك بكل صراحة ان الصدام هو عكس الحوار, ولو تبني الإنسان المتحضر أسلوب الحوار لتفادينا كثيرا من مخاطر الصراع. كيف يمكن لنا في رأيك أن نمارس أدب الخلاف لتفادي مخاطر الصراع؟ أدب الخلاف يفترض من كل منا الإيمان بأن السلام بين أفراد المجتمع يأتي بالاعتراف بحق الرأي الآخر في هدوء حتي لا تتغلب لغة الغوغائية والصوت العالي الذي يعني عدم احترام الآخر وحقه في الخلاف المؤدب والمتحضر. وليتنا بلغة الوعي والحكمة نقبل مسبقا أننا قد نستفيد من فكر وآراء الآخر الذي نختلف معه. علي مستوي أولويات العمل الداخلي ما هو في رأيك أهم وأكثر هذه الأولويات عجلة علي الساحة؟ العاجل جدا في حياتنا هو ضرورة اتفاق رأي الحاكم والمحكوم أن الأمن والاقتصاد ولقمة العيش توائم لا تنفصل. لن يقف اقتصاد مصر علي قدميه وتعود السياحة المصدر الرئيسي لدخلنا القومي- قبل عودة الأمن والاستقرار حتي يطمئن المستثمر المصري والعربي والدولي... ولابد أيضا عند مواجهة الخارجين عن القانون والبلطجية الذين يعيشون عصرهم الذهبي الآن, وأيضا المعتصمين والمضربين دون نظام وقواعد تحترم هيبة الدولة. كيف تنظر إلي حالة الشارع المصري اليوم؟ حالته لا تسر إطلاقا لأنها اتسمت بالفوضي والقبح والتحدي الصارخ لكل قواعد الضبط والربط. وهذه الصورة المرفوضة شكلا وموضوعا ليست في الأحياء الشعبية أو العشوائية فحسب, بل في ميدان التحرير وشارع شريف وعدلي وقصر النيل وميدان الجيزة وغيرها من الأماكن التي تمتعت بالتميز خلال عقود طويلة, واليوم احتلها الباعة الجائلون والبلطجية. علمنا أن الرئيس الفرنسي قد أهدي إليكم نيشان الشرف من الدرجة الأولي يوم الإثنين الماضي, فما هو شعوركم والأسباب التي من أجلها أعطتكم فرنسا هذا التقدير؟ أعتقد أن هذا التقدير أتي من الدور الذي قمت به علي مدي ربع قرن في ممارسة حوار الثقافات والأديان, والنجاح الذي حققناه في التوقيع علي اتفاقيات الحوار والتعاون مع الفاتيكان في98, وكذلك كنيسة انجلترا في عام2000 فضلا عن الجهود التي بذلت لدعم استراتيجية السلام علي مستوي الدولة في عهد الرئيس السادات.