مازالت أصداء الفيلم الكارثة المسئ للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم تتوالي, حيث استمرت مظاهر الاحتجاج والمظاهرات التي شهدتها القاهرة والمحافظات استنكارا للفيلم وسط مطالبات رموز المجتمع ورجال الدين الإسلامي والمسيحي برحيل السفيرة الأمريكية وحرمان من وراء هذا العمل المسئ من الجنسية المصرية, كما استمر الاعتصام والوقفات الاحتجاجية لليوم الثاني أمام السفارة الأمريكية. وكلف الرئيس محمد مرسي أمس السفارة المصرية في واشنطن باتخاذ كل الإجراءات القانونية ضد منتجي الفيلم المسئ للنبي محمد عليه الصلاة والسلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر علي في بيان أمس إن رئاسة الجمهورية تستنكر محاولة الفئة الآثمة التطاول علي مقام رسول الله( محمد), وتدين الأشخاص الذين أنتجوا هذا العمل المتطرف. وأضاف: أن الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه قد رفضوا هذا التطاول علي المقدسات, مشيرا إلي أن رئاسة الجمهورية تؤكد ان الدولة المصرية مسئولة عن حماية الممتلكات الخاصة والعامة, وكذلك البعثات الدبلوماسية ومقرات السفارات للدول المختلفة. وتابع: تؤكد مصر احترامها وحمايتها لحق التعبير وحق التظاهر السلمي في حدود القانون وأنها ستتصدي بكل حزم لأي محاولة غير مسئولة للخروج علي القانون. وأدان مجلس الوزراء برئاسة الدكتور هشام قنديل الفيلم المسيء للرسول منددا بالتطاول علي الاسلام ونبيه والمقدسات الدينية. من جانبه أدان مجلس الشوري في جلسته أمس برئاسة الدكتور أحمد فهمي التطاول علي الإسلام والرسول مطالبا الإدارة الأمريكية والكونجرس بالتصدي لازدراء الأديان. وأمر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بالتحقيق في بلاغات عن الفيلم السينمائي, الذي تضمن إهانة للذات الإلهية وللرسول, وصرح المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد المتحدث باسم النيابة العامة بأنه قد تلقي خمسة بلاغات من بعض المحامين والأشخاص بشأن ما نشر علي صفحات الفيس بوك ومواقع اليوتيوب لفيلم سينمائي تضمن مشاهد مسيئة للذات الإلهية وللدين الإسلامي وللرسول عليه الصلاة السلام ولسلطات الدولة المصرية. وقرر النائب العام وضع أسماء المشكو في حقهم علي قوائم ترقب الوصول وهم: القس مرقص عزيز وشهرته( الأب يوتا), وعصمت زقلمة وموريس صادق ونبيل بسادة وايهاب يعقوب وجاك عطاالله وناهد متولي وايليا باسيلي وعادل رياض. وطالبت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف, جموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن تتسم ردود أفعالهم تجاه الإساءة للرسول صلي الله عليه وسلم بالهدوء والحكمة, وأن تزيد من إيضاحها لحقائق الإسلام ومقدساته ورموزه, وأن تبتعد عن أخذ البريء بذنب المسيء. وقد أصدر المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية بيان عقب اجتماعه أمس أكد فيه أن الفيلم المسيء للإسلام ونبيه وأرضه جزء من حملة غربية تهدف للإساءة للأديان والوقيعة بين الشعوب. وأكد أن الفيلم يتعارض مع القيم المسيحية وتعاليم السيد المسيح ولهذا يتعين محاسبة من يثبت مشاركته في إنتاج أو عرض أو الترويج لهذه النوعية من الأفلام. وبدوره اعتبر حزب الحرية والعدالة الفيلم جريمة عنصرية ومحاولة لإثارة الفتنة الطائفية بين عنصري الأمة ووجه رموز من أبناء الوطن المسيحيين نداء إلي الأمة ادانوا فيه محاولات التنابذ والسجال الديني الذي يؤجج الفرقة وتدير الشراكة الوطنية. وطالب حزب النور الرئيس محمد مرسي بأن يحتج صراحة لدي الإدارة الأمريكية علي عرض الفيلم المسئ وأن يعلق أي تعاون بين البلدين حتي يتخذوا إجراءات عملية تجاه هذه المهازل. ودعا الحزب وزير الداخلية بتحريك دعوي لاسقاط الجنسية عن هؤلاء الذين يتلاعبون بمصير الوطن ويشعلون الفتنة الطائفية الحقيقية. واتهم مدحت قلادة رئيس اتحاد منظمات الأقباط المصريين في أوروبا المنظمات الصهونية العالمية بزرع الفتنة والوقيعة بين شعب مصر. وأدان عمرو موسي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية محاولات الإساءة للنبي ودعوات النفوس الحاقدة للتفرقة الدينية, وأكد حزب الوفد أن الهدف من الفيلم هو زعزعة استقرار المنطقة والنيل من مصالحها الوطنية. وفي واشنطن استنكرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الأعمال التي تتعمد ازدراء المعتقد الديني. من ناحية اخري دعت جماعة الإخوان المسلمين لعمل وقفات احتجاجية سلمية لاستنكار الإساءة للمعتقدات الدينية والإساءة لرسول الله صلي الله عليه وسلم, غدا بعد صلاة الجمعة أمام المساجد الرئيسية في جميع محافظات مصر. من ناحية أخري, أكد الدكتور عبد الله المغازي المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد أن الحزب يتمسك بثوابت الأمة المصرية الداعمة لاحترام جميع الأديان السماوية. كما طالب حزب الجبهة الديمقراطية الشعب المصري بعدم الانسياق وراء من يرغبون في إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر وهم مجموعة باعت ضمائرها للشيطان ويسمون أنفسهم أقباط المهجر ولهم مواقف معروفة العداء لكل مصري. ومن جانبها, عبرت الجمعية الوطنية للتغيير في بيان لها عن تقديرها البالغ لموقف الكنائس المصرية وجموع المسيحيين المصريين في الداخل والخارج الذين أدانوا الفيلم ومنتجيه. وطالبت120 منظمة قبطية حول العالم السلطات الأمريكية رسميا, بوقف عرض الفيلم المسيء للإسلام والرسول صلي الله عليه وسلم, مشيرة في بيان مشترك أصدرته إلي إنه تم تقديم طلب رسمي في هذا الشأن لوقف عرض الفيلم. ووجه مجموعة من الأقباط بيان إلي الأمة نددوا فيه بالفيلم مؤكدين انه يشكل تطاولا علي المقدسات.