فى الماضى السحيق كانت الممالك والإمبراطوريات تحمى أراضيها عبر إحاطة حدودها بالأسوار، وكانت الصين من أوائل الشعوب التى فكرت فى حماية اراضيها من الغرباء بسورها ذائع الصيت, سور الصين العظيم, وهذه الطرق الدفاعية التقليدية القديمة تجد هذه الايام رواجا كبيرا فهى تداعب عقول قادة الدول العظمى ومنهم ترامب الذى قرر تشييد جدار لمنع دخول المهاجرين القادمين من المكسيك الى الأراضى الامريكية وعلى اثره واجه الكونجرس قراره بالرفض لتكلفته الضخمة لأن طول الحدود يزيد على ألفى كيلومتر واشتد الخلاف ليصل الى تعليق عمل الحكومة فترة طويلة لأول مرة فى تاريخها. ايضا العديد من الدول قررت بناء الأسوار منها السعودية التى شيدت سورا ضخما على حدودها مع اليمن. كما شيدت المجر جدارا على حدودها مع صربيا وكرواتيا وأقامت تركيا جدارا على حدودها مع سوريا وهناك السور الإسرائيلى على حدودها الذى اكتمل بناؤه منذ ست سنوات يعلوه رادارات وكاميرات، ترصد الحركات غير العادية وتصدر التنبيهات إلى وحدات الجيش الإسرائيلي. وفى مايو من العام الماضي، أعلنت إسرائيل أنها استكملت بناء سياجها الحدودى بطول 34 كيلومترا بين جنوب إسرائيل والأردن. يبلغ ارتفاع أبراجه 26 مترا، وهو مصمم، لحماية هبوط الطائرات فى مطار رامون الدولى الذى بنى حديثاً من هجمات صواريخ كورنيت التى تملكها حماس وحزب الله. لجوء بعض الدول الى بناء الأسوار يأتى كرد فعل لمنع الاتجار بالبشر وتسلل الارهابيين والمهاجرين غير الشرعيين من النفاذ الى أراضيها, لكن ستظل الطرق الدفاعية التقليدية لا غنى عنها رغم التقدم العلمى والعسكرى والصواريخ عابرة القارات. لمزيد من مقالات نبيل السجينى