تجاوزت نتائج ووقائع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى جمهورية الصين الشعبية مجرد المشاركة فى قمة المنتدى الثانى للحزام والطريق للتعاون العالمى،(رغم الأهمية الكبرى لهذا المنتدى)، لتشمل أبعاداً أخرى سياسية واقتصادية واسترتيجية. فعلى الصعيد الثنائى، كانت هذه هى الزيارة السادسة للرئيس إلى الصين خلال السنوات الخمس الماضية، الأمر الذى وصفه الرئيس - فى كلمته أمام المنتدى - بأنه «يعد خير دليل على عمق وصلابة العلاقات بين بلدين.. يُمثلان أقدم حضارتين فى التاريخ الإنساني، وهو ما تمت ترجمته فى إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين عام 2014، وتم تطبيقه على أرض الواقع عام 2016، من خلال برنامج تنفيذى لتعزيز تلك الشراكة خلال السنوات الخمس التالية، وعلى نحو يؤسس لإطار حاكم للتعاون، مع شريك واع بالمصالح المشتركة، سواء فى الإطار الثنائى بمختلف المجالات، أو على المستوى الدولى والإقليمى بشكل عام، وارتباطاً بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص». ويقول تقرير أعدته «الهيئة العامة للاستعلامات» عن نتائج وحصاد زيارة الرئيس للصين، إن هذه المعانى تمت ترجمتها فى الواقع العملى خلال الزيارة، فى الحفاوة الكبيرة التى اختص بها الجانب الصينى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى كان من بين قادة قلائل تم اختيارهم لإلقاء كلمات فى الجلسة الافتتاحية الرئيسية للقمة وأيضاً فى قمة المائدة المستديرة، فضلاً عما اتسمت به القمة الثنائية مع الرئيس الصينى فى قاعة الشعب الكبرى ببكين من أهمية ونتائج. فى الوقت نفسه كانت الزيارة مناسبة لعقد الرئيس عدداً من القمم الثنائية مع قادة العالم، فإلى جانب الرئيس الصينى كانت هناك لقاءات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ومع نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومع رئيسى البرتغال وسويسرا، ومع رئيس الوزراء الإيطالى جوسيبى كونتى، وغيرهم، حيث تناولت هذه اللقاءات قضايا ثنائية وإقليمية عديدة. أما الملفان الأكبر والأهم خلال زيارة الرئيس فكان أولهما: ملف إفريقيا ودور مصر فيها وتطلعاتها بشأن المشروعات العملاقة فى مجال البنية التحتية مثل مشروع محور «القاهرة - كيب تاون»، ومشروع النقل النهرى ومسار التنمية من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط. أما الملف الثانى، فكان الجانب الاقتصادى، الذى استحوذ على معظم نشاط الرئيس، وكانت النتائج العملية فى معظمها فى هذا الجانب، حيث، إلى جانب مقررات المنتدى، وجميعها تنموية واقتصادية، تم تحقيق خطوات عملية فى جذب الاستثمارات إلى مصر وتوقيع اتفاقات تصنيع مشترك وتعاون استثمارى مع عدد من الشركات. إفريقيا حاضرة دائما طبقا لتقرير «هيئة الاستعلامات»، فإن إفريقيا كانت، بقضاياها وآمالها فى التنمية والتقدم، الحاضر الأكبر فى كلمات ونشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى فى العاصمة الصينيةبكين، الأمر الذى أكد أن اهتمام الرئيس بالقارة الإفريقية إنما ينبع من رؤية شاملة وحقيقية، وإدراك لدور مصر ومكانتها ومسئوليتها فى محيطها القارى والإقليمى.