الحكايات فى الإسكندرية لا تنتهى ،، وكلها ممزوجة برائحة البحر ولها طابع السحر ، فشعب الإسكندرية مهموم بمدينته ومبانيها وأخبار كل شارع وحارة فيها ، وآخر الحكايات كانت شائعة انتشرت انتشار النار فى الهشيم عن هدم حديقة الإسعاف، وهى الحديقة المواجهة للاستاد، تمهيدا لتحويلها لجراج يخدم المنطقة وذلك فى إطار الاستعداد للبطولة الإفريقية . وبالطبع ثار المجتمع السكندرى وهاج وماج باعتبار هذه الحديقة متنفسا لسكان المنطقة ورئة حيوية فى قلب المدينة، ولأنها تضم عددا من الأشجار المعمرة والنخيل الثابت فى مكانه منذ عشرات السنين ، وفور انتشار هذه الأخبار أرسلت أحد الزملاء المصورين لتصوير الحديقة، فعاد ليؤكد لى أن الحديقة بخير، وأن الأمر لم يتعد قطع 3 من النخيل والشجر ربما لنقلها لمكان أخر ، وبعدها أرسلت المحافظة ردا إعلاميا كشفت فيه عن مخطط التطوير الشامل للحديقة ، أوضحت فيه أن أعمال التطوير تستهدف رفع كفاءة الحديقة بكاملها، لجعلها متنفسا ترفيهيا للمواطنين، ضمن استعدادات كأس الأمم الإفريقية ،وأن المخطط يشمل زيادة المسطح الأخضر بها على الوضع الحالي، مع الحفاظ على جميع أشجار النخيل بعد تهذيبها وتنسيقها، فضلا عن تغيير شبكات الكهرباء والمياه والإضاءة بالكامل، و إعادة تشغيل النافورة المعطلة بها منذ سنوات، وتركيب «برجولات» وأماكن جلوس للمواطنين جديدة وفقا للكود العالمي. وأضاف البيان أنه من المقرر الانتهاء من كل أعمال التطوير خلال 30 يوما، وهنا هدأ السكندريون واطمأنوا، ولكن ما لبث أن تعالت الأصوات مرة أخرى تؤكد أن هناك حركة نشيطة لإزالة بعض الأشجار المعمرة من منطقة »عايدة» على البحر فى المنتزه، تمهيدا لتوسعة المكان فى إطار أعمال التطوير ، وسرعان ما انتشرت صور لهذه الأشجار التى تعتبر جزءا من تاريخ منطقة المنتزه، على وسائل التواصل الاجتماعى وأمامها تقف البلدوزورات الضخمة، وأخذ الكل يسأل عن صحة هذه الصور وحقيقة اغتيال هذه الأشجار المعمرة ،ولكن ما من مجيب ، ومازال السكندريون يضعون أيديهم على قلوبهم خشية أن تذهب هذه الأشجار التى أصبحت جزءا من ذكرياتهم ،، فهل تستجيب المحافظة لنداءات محبى الإسكندرية وتطمئنهم بشأن ما يحدث فى حديقة عايدة ،، وفى النهاية يرفع السكندريون نداءً لكل من يهمه الأمر كتبوا فيه بروحهم «رفقا بحدائق الإسكندرية» لمزيد من مقالات أمل الجيار