عندما قابلنى مدرس صومالى لاجئ فى كينيا يستجدى من أجل شراء حليب لطفله، كانت هذه أول حالة لجوء صارخة أقابلها قبل 27 عاما - فى حياتى. فالحياة فى بلدة بالصعيد لم يكن لها احتكاك باللاجئين إلا مع الأزمة السورية منذ 8سنوات عندما لاذ بعض السوريين بأقاصى الريف المصرى. ورأيت فى كينيا أصنافا شتى من اللاجئين, فمنهم من يقيم فى فندق ويرفه عن نفسه على حمام السباحة فيه، ومنهم من يتسول . ولاحظت أن اللاجئين، فى منطقة الهرم بمصر، متغيرون حسب شدة الأزمات فى المنطقة. فعندما اشتدت الأزمة السورية كان السوريون موجودين فى جماعات ،والآن أصبح اليمنيون والليبيون، فى الوقت الذى تحول فيه السوريون إلى علامة تجارية لها سمعتها الجيدة فى دنيا المطاعم. أما السودانيون فهم ضيوف متجددون. وأسرار جذب مصر للإخوة العرب تبدأ من محبة الشعب المصرى لهم والعادات والتقاليد المشتركة والقدرة على التفاهم باللغة العربية وقابلية استهلاك منتجات الطرف الضيف، وبخاصة السورية، مما يوجد مصالح تتيح للاجئ القدرة على سداد التزاماته المادية والحفاظ على هويته واتزانه الثقافى. تذكرت هذا الوضع الإيجابى للاجئين بمصر بعد أن قرأت عن الإذلال الذى تتعرض له أسر من اللاجئين فى العاصمة الليبية طرابلس نتيجة وجود العصابات المسلحة وتبادل إطلاق النار بين المتصارعين. فكانت الشكوى من أنهم فروا من حرب ليجدوا أنفسهم فى حرب أخرى. لذلك وجدت أن ما قاله لى أحد الإخوة العرب عن ضرورة الحفاظ على مصر واستقرارها، من الأمور المهمة ليس للمصريين فقط وإنما لأبناء دول أخرى كثيرة. لمزيد من مقالات عاطف صقر