فى العديد من الكنائس القديمة حصون أثرية كان الرهبان يستخدمونها للاختباء من اضطهاد الرومان لهم .. أحد هذه الحصون فى الدير المحرق تحفة معمارية عجيبة البناء .. ليس له أبواب ولا شرفات فكيف كان الرهبان يصلون إليه؟! الإجابة عن طريق مبنى آخر مجاور له يصعدون سلالمه الحلزونية التى يتكون كل ركن منها من ثلاث درجات فقط - ربما إشارة إلى الثالوث المقدس فى الديانة المسيحية- وبعد الوصول إلى أعلى المبنى تجذب حلقة حديدية فى جدار الحصن بحبل فتهبط سقالة خشبية تربط بين المبنيين .. وبعد وصول الرهبان إلى مكان الاختباء ترفع السقالة ويتم إخفاء مكان الحلقة الحديدية فلا يستطيع أحد الوصول إلى الحصن .. وفى الداخل توجد بئر ماء وحوض لغسيل الترمس وتخزينه ليكون وجبة طعام مفيدة وصالحة لفترات طويلة وغرف للإقامة وأماكن للصلاة ..الطريف فى الأمر أن الرهبان قد جسدوا حياتهم فى الحصن عن طريق نحت تماثيل من الزعف والإسفنج والقماش وخامات البيئة .. وكأنما قد تحصنوا بالفن أيضا ليجسدوا لنا تفاصيل حياتهم بالإضافة لرسم الأيقونات والزخارف الجميلة التى تؤكد أن الفن دائما يلتقى مع الأديان ، ويسمو بالروح ويحصن الإنسان من مختلف الشرور.