شواطئها شاهدة على صمود أهلها، أسوارها تحكى معاركها البطولية، أراضيها تسرد قصص مقاومة الغزاة.. إنها «خورفكان»، المدينة الساحلية التى تقع على شواطئ خليج عمان وتتبع إمارة الشارقة فى دولة الامارات حيث شهدت أكبر غزو برتغالي عام 1507م، تظهر من جديد لتذكر أهلها وتؤرخ أعظم قصة صمود وتلاحم عاشها أبناؤها بعد تعرضها لغزو برتغالي قاده الجنرال البحري «ألفونسو دي ألبوكيرك» على سواحل الخليج العربي ومدن دولة الإماراتالشرقية خلال القرن السادس عشر، وذلك من خلال أيقونة سينمائية مبهرة وحكاية حقيقية تسرد تاريخ مقاومة المحتل فى الفيلم الوثائقى «خورفكان 1507م» والمستوحى من كتاب الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تحت اسم «مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي سبتمبر 1507م». وتم عرض الفيلم هذا الأسبوع بمناسبة افتتاح حاكم الشارقة طريق «خورفكان» الجديد وعدد كبير من المشاريع التنموية داخل المدينة عرفانا منه بما قدمته هذه المدينة الباسلة من شهداء خلال الاحتلال البرتغالى، وما شهده أبناؤها من آلام وأحزان خلال تلك الحقبة من الزمن. جاءت فكرة إخراج الفيلم عام 2015م وتحديداً في شهر يناير حين بدأ الشيخ سلطان القاسمى بالتفكير في عمل فيلم يتحدث عن هذه القصة التاريخية لتكون رسالة للجيل الحالى من أبناء المدينة تشرح لهم تاريخ المنطقة ليكون هذا العمل شاهداً على مرحلة مهمة من مراحل التاريخ وعاملاً في تشكيل وحدة أبناء الساحل الإماراتي الشرقي، وتروى ايضا لهم كيف جاء البرتغاليون في سبتمبر عام 1507م إلى خورفكان وارتكبوا المجازر الوحشية وأحرقوا المدينة ودمروا كل ما فيها، وكيف أستطاع أهالي خورفكان أن يصدوا هذا الهجوم الوحشى الذي اشترك فيه اسطول بحرى ضخم. تدور أحداث الفيلم الذي أنتجته هيئة الشارقة للإذاعة والتليفزيون ونفّذته شركة متخصصة في الإنتاج السينمائي للأفلام التاريخية حول الحملة البرتغالية الثالثة التي شنها اسطول القائد البحري والسياسي «البوكيرك» مستهدفاً بها منطقة الخليج العربي وسواحل الدولة الشرقية خلال الفترة (1504 م - 1508م) وما قابلها من صمود وتحدٍ من قبل أهالي مدينة خورفكان الذين سطروا ملاحم بطولية طيلة أيام الاجتياح. ويصور الفيلم في مقدمته حالة تناغم العيش التي كان يتميز بها أهالى خورفكان وفق ما ورد في مقدمة كتاب حاكم الشارقة. وحرص حاكم الشارقة الذى كان يتابع بشكل شخصي تصوير المشاهد الأولى من الفيلم أن تتم جميع مراحل التصوير على شواطئ «خورفكان» ومزارعها وجبالها ومدينتها القديمة، كما تم توفير مختلف الأنواع من السفن المحلية التي كانت تستخدم في تلك الفترة الزمنية، بالإضافة إلى بناء سفينة برتغالية بالحجم الحقيقي. ويهدف الشيخ سلطان القاسمي من خلال إنتاجه لهذا الفيلم، والذى شارك فيه أكثر من 300 فنان، إلى ترسيخ فكرة المقاومة التي قام بها أهالى خورفكان في تلك الفترة الزمنية الهامة من تاريخ الامارات، وتعريف الأجيال الحالية معاناة أجدادهم من الاحتلال البرتغالي الغاشم. ومن منطلق حرصه على النهوض بالمدينة بعد خمسة قرون من الزمان، أعلن حاكم الشارقة عن افتتاح عدة مشروعات ستقام في مدينة خورفكان وبدأ بالفعل فى نفس يوم عرض الفيلم بتدشين الطريق السريع الجديد إلى خورفكان، الذي يمتد بطول 89 كيلومتراً وبتكلفة بلغت 6 مليارات درهم إماراتي.