أيام قليله تفصلنا عن شهر رمضان المبارك ومن جديد عادت فوضى المقاهى والمحلات التجارية لتحتل الأرصفة بالكامل بل امتدت إلى أنهر الشوارع فتتسبب فى إعاقة غير عادية لحركة المرور، وفشل المواطنون فى الحصول على أبسط حقوقهم وهى استخدام الرصيف المخصص للمشاة للسير عليه حفاظا على أرواحهم. وهذه الفوضى تحدث ليلا ونهارا فى ظل غياب مريب لرؤساء ومسئولى الأحياء والإشغالات وأصبح دورهم يقتصر على مشاركة شرطة المرافق فى بعض الحملات عندما تحدث كارثة كبرى فقط، خاصة عندما يسقط قتيلا فى مشاجرة بالمقاهى. فإلى متى يستمر هذا الحال؟ وهل ننتظر حتى تُغلق جميع الشوارع والميادين بسبب المقاهى والمحلات والباعة الجائلين الذين يحتلون الأرصفة. الغريب فى الأمر أن تلك الإشغالات أصبحت تحدث فى أهم الشوارع والميادين مثل 26 يوليو، حيث قام بائعو الملابس بإغلاق الطريق ببضائعهم تحت سمع وبصر المسئولين، والأمر لا يختلف كثيرا أمام الشوارع المقابلة أمام مبنى محافظة الجيزة بشارع الهرم فاحتلت المقاهى والمحلات كامل الأرصفة وشاركهم الاحتلال الممنهج للأرصفة والطرق بائعو الفاكهة الذين تملأ بضائعهم كل المساحات التى يستطيعون الوصول إليها، والأمر لا يختلف كثيرا فى ميدان الحصرى و فى باقى شوارع القاهرةوالجيزة بل يحدث فى بعضها أكثر من ذلك. فإذا كان هذا حال شوارع وأرصفة العاصمة وأكبر ثانى محافظة فإن لنا أن نتخيل ما يحدث فى المدن الصغيرة والمناطق الريفية فى ظل غياب الرقابة والمساءلة والردع. إن الأمر جد خطير فإشغالات الطرق تحولت إلى مصدر إزعاج دائم لكل المواطنين، ولا أعلم كيف سيكون الحال ونحن على أعتاب امتحانات نهاية العام الدراسى. لقد بذلت الدولة عقب ثورة 30 يونيو ممثلة فى رئيس مجلس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب وكذلك اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية الاسبق جهودا مضنية لتطهير جميع الشوارع ورفع المخلفات من الشوارع ونقل الباعة الجائلين وإغلاق المقاهى بقوة إرادة وسرعة فى التنفيذ، لكن وكالعادة غابت المتابعة من كبار المسئولين فعادت كل تلك الظواهر التى كنا على وشك أن ننساها إلى الظهور من جديد. المتابعة الدقيقة اليومية يا سادة أهم سلاح يمكن من خلاله أن نثبت أننا جادون فيما نعمل وما نريد الوصول إليه وبها فقط يمكن أن نحافظ على بلادنا نظيفة ومرتبة ونحافظ على مكتسبات شعوبنا. لمزيد من مقالات محمد شومان