تناولت الاسبوع الماضى قضية الفوضى على الطريق الدائرى وتلقيت رسائل عديدة.. هذه الرسائل أكدت أن الدائرى يمثل كل أشكال الرعب والخوف لمن يمرون عليه.. وأضافت الرسائل والاتصالات أن الفوضى أصبحت سلوكا فى الشارع وليس على الدائرى فقط وخاصة من جانب سائقى سيارات الأجرة..فهؤلاء يبدعون فى إيذاء المواطنين العزل وأصحاب السيارات الملاكى..وكذلك أصحاب السيارات القديمة والموتوسيكلات التى تنطلق وكأنها تمضى فى سباق أو تمرح فى غابة.. هذه الموتوسيكلات لا تحاسب ولا تراقب ولا يلزمها أحد بحارة مرورية.. أو حتى بميثاق أخلاقى عرفى يعتمد على فكرة التوقير والاحترام وتقدير بعضنا البعض.. لكن كوننا نتجاهل بعضنا ولا نكترث فتلك مأساة أخرى.. خاصة أن معظم عواصم العالم تعانى من الزحام ولا تتعذب مثلنا.. واتذكر أننى زرت باريس منذ سنوات ولفت نظرى وجود جراجات محددة لكل شئ حتى الدراجات لها ممرات محددة تتحرك خلالها وأماكن أخرى للتوقف.. هل تتخيلون جراجات للعجل؟.. وكل هذا ليس هو المهم.. فالأروع هو السلوك المنضبط فكل مواطن يعرف ما عليه ويرتضى به ومهما كانت الشوارع مزدحمة فجمال البشر ورقيهم وتحضرهم يجعل الحياة سلسة ومقبولة.. أما نحن فحدث ولا حرج.. كل حين وآخر تجد مشاجرات فى وسط الطريق وتسمع كلمات مخجلة وإن لم يكن كذلك تجد مواطنا ملقى على جانب الطريق غارقا فى دمائه وهو مصاب أيضا نتيجة للسلوك الخاطئ.. فهل نفكر فى قرارة أنفسنا لإيجاد حل وتغيير تصرفاتنا وضبط انفعالاتنا ..اذا فعلنا ذلك فسوف يتغير الواقع وربما يعود الشارع. أخيرا الإشارات المرورية, إن وجدت, فهى غالبا مجرد ديكور لا يعيره قائد السيارة اهتماما، فى حين أنها الوسيلة الوحيدة فى العالم المتقدم لتنظيم سير الناس والمركبات، ولكنها استبدل بها عندنا جنود وضباط للمرور يقفون بمختلف الرتب، وهو أمر غير مقبول بالمرة، ولا يوجد له مثيل له فى العالم..فهل نعيد النظر فيما نفعله بشوارعنا..هل نفكر فى حلول جماعية لإنقاذ الشارع من هذا الضجيح الناتج عن السلوكيات الخاطئة. لمزيد من مقالات أحمد فرغلى