وكانت دهشتى تقترب من الذهول حين احتفى رجاء النقاش بالقصاصة كأنها «رسالة ملكية»، وراح يقرأها ويبتسم فى وداعة طفولية، وطلب منى الجلوس بحنو، وأشعل سيجارة ونسى ما كان منهمكا فيه، وراح يحكى لى عن يوسف الحطاب الذى يدين له بدين يطوق عنقه، فبعد وفاة والده أصبح «رجاء» مسئولا عن إخوته بحكم أنه الابن الأكبر، كان يومها مازال طالبا فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، وكادت ظروفه العائلية تضطره إلى مغادرة مقاعد الجامعة والتضحية بمستقبله والبحث عن عمل ينفق منه على معيشة وتعليم أشقائه، وفى تلك المحنة ظهر يوسف الحطاب، وكان نجما لامعا، ومسئولا عن إدارة «التمثيليات الإذاعية»، بجانب مسئولياته فى جريدة «الجمهورية» صوت الثورة الجديد، بحكم صداقة قديمة تربطه بمؤسسها ومديرها أنور السادات!. وقدم يوسف الحطاب ( 19242014 ) خدمة جليلة للطالب الشاب رجاء النقاش دون معرفة سابقة، فقط كان قد سمع عن مشكلته من صديق مشترك، فكلفه بمهمة المراجعة اللغوية لما يقدمه له من موضوعات ومسلسلات مقابل 17 جنيها شهريا، دون إلزامه بمواعيد عمل محددة، حتى لا يؤثر على انتظامه فى دراسته الجامعية، وبسبب هذا المبلغ الشهرى الذى وفّره له يوسف الحطاب أمكنه استكمال دراسته، وأنقذه من مصير مجهول، ولا يبالغ عندما يقول إنه مدين له بمستقبله!. (1) كان رجاء النقاش يحكى بحماس وصدق وتدفق وتأثر، يحكى تفاصيل شخصية وحساسة بتلقائية لشخص يقابله لأول مرة، ولما أدرك الموقف استعاد جديته وتحفظه.. ثم سألنى وهو يدس عقب سيجارته: أنت تقرب له؟! وحكيت له ما حدث بالتفصيل فى الليلة الفائتة، وضحك من قلبه، وتناول سيجارة جديدة وقال بجدية: « شوف..تقرب له أو لا ده شيء ما يهمنيش.. مهنة الصحافة تمام زى الغنا والتمثيل..لا تنفع فيها الواسطة..شغلك وموهبتك هى واسطتك..خلينا ننسى يوسف الحطاب وندخل فى الشغل..بعد يومين منتظرك فى نفس اليوم تيجى ومعك أفكار موضوعات صحفية قابلة للتنفيذ..ابقى سلم لى على يوسف الحطاب لما تقابله )!. وفى الموعد التالى كنت أحمل معى ورقة دونت فيها ما تيسر لى من أفكار، توقف رجاء النقاش عند واحدة منها وتحمس لها: تلحين القرآن! ومنحنى مهلة ثلاثة أيام لإنجاز التحقيق، ولما انتهيت منه وسلمته له قرأه بدقة، وبانت علامات رضا على وجهه، وهو ما تجسد عندما ظهر العدد الجديد من مجلة «الكواكب» يحمل ما كتبته على أربع صفحات، وكان الموضوع الرئيسى للعدد والغلاف، والأهم أن ما كتبته لم ينقص حرفا أو يزيد، ولما ذهبت إلى المجلة فى اليوم التالى من صدورها وجدت عبارة واحدة على لسان كل من قابلته: الاستاذ رجاء بيسأل عليك! وذهبت إلى مكتبه، واستقبلنى بترحاب وبعبارة كشهادة نجاح: بعد كده تحضر اجتماع التحرير الاسبوعى للمجلة!..وهكذا فتح لى رجاء النقاش بابه ودنياه!. (2) بتلك المحبة القدرية قرر أن يصنعنى على عينه، سألنى مرة بعد أسابيع من لقائنا الأول:قرأت ايه للتابعي؟ فلما عرف أننى أعرفه اسما ولم أمر على كتبه رأسا، قال بلهجة المعلم وبشيء من الغضب المحبب: هناك عشرة كتّاب لابد أن تقرأ كتبهم باهتمام وإمعان وفهم وتذوق، كأنك تتتلمذ على اسلوبهم، فهم أصحاب أجمل الأساليب فى الكتابة العربية، قراءتهم شرط لتكون كاتبا، ومن لم يقرأهم يفوته الكثير، ولن يستقيم اسلوبه ولن يكون له شأن حتى لو قرأ لغيرهم، وراح يعددهم: توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، والتابعى، وإحسان، وأحمد الصاوى محمد، وهيكل، والمازنى، ونزار قبانى ناثرا، ومحمد عودة، وصلاح حافظ!. لم تكن النصيحة شفاهية بل قام إلى مكتبته العامرة، وكنا فى شقته بشارع الصفا القريب من نادى الصيد، وسحب كتاب التابعى « من أسرار الساسة والسياسة « وقدمه لى، وأمهلنى يومين لقراءته، على أن نجلس بعدها لنتناقش فى محتواه وأسلوبه..وعلى امتداد شهور تلت قرأت من مكتبته وبالطريقة نفسها ما تيسر من كتب هؤلاء العشرة الكرام، ونقل لى الأستاذ «العدوى» وصدّر لى «الفيروس» الذى تمكن منه وكان فخورا به: « الهوس بالقراءة» وعشق الكتب إلى حد الإدمان، كان يحكى لى بمحبة عن أيام العسر فى سنوات دراسته الجامعية فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، حيث كان يستأجر حجرة متواضعة فى إحدى حوارى حى شبرا، ومن فرط شغفه بالقراءة كان يشترى كل الكتب التى يصادفها على الأرصفة ورفوف المكتبات من دخله القليل، حتى إنه كان ينام أحيانا بل كثيرا دون عشاء، خاوى المعدة وطاوى البطن، بعدما فضّل شراء «ابن الرومى» على «الجبنة الرومى»، ومجلدات «الرسالة» على البسطرمة..ويحكي: ابتكرت فى تلك الأيام طريقة مذهلة فى مقاومة الجوع، أشترى كتابا بما فى جيبى من قروش، وأستبقى قرشا واحدا أشترى به قرطاسا من السودانى، وأجلس فى حديقة هادئة بجوار مسكنى فى شبرا وأستظل بظل شجرة، وأقضى ساعات من المتعة الصافية فى القراءة، فلما يعضنى الجوع أتسلى بالسوداني!. فى تلك الأيام تولى رجاء رئاسة مكتب جريدة «اليوم « السعودية بالقاهرة، واختارنى للعمل معه وكلفنى بمهمة استقبال الموضوعات ومراجعتها ( الديسك )، وخصص لى مكافأة شهرية كانت أسطورية بحسابات تلك الأيام، كنوع من التعويض عن المكافأة الهزيلة التى أتقاضاها من « دار الهلال «، وهكذا كنت مصاحبا له على امتداد اليوم، نلتقى صباحا فى مكتب « اليوم «، ونلتقى مساء فى «الكواكب «، أعود بعدها معه فى سيارته إلى بيته لنقضى بقية السهرة، نتناول العشاء ونتكلم فى كل شيء، وبالأدق يتكلم هو وأسمع أنا، فعندما يحكى رجاء النقاش لا تملك سوى الإنصات!. وفى الأيام التى يعتكف فيها ليكتب مقالاته، كنت أذهب إليه بعد أن ينتهى منها، فأجده منهكا متورم العينين خائر القوى وكأنه خارج لتوه من مباراة للمصارعة، حيث كان يكتب بأعصابه، يحترق وينزف على الورق، يقرأ ويبحث طويلا فى موضوع مقاله، يدقق فى كل تفصيلة، ويراجع التواريخ والأرقام، ويستنزفه البحث، وتستغرقه الكتابة، حتى أنه ينفصل عن العالم، فلا يعى ما يدور حوله ولو كان لصا اقتحم عليه بيته، فهو متوحد مع قلمه وأوراقه، محلق مع أفكاره، لا ينزل إلى الأرض إلا مع الكلمة الأخيرة!. فى واحدة من تلك الأمسيات ذهبت إليه فوجدته غارقا ومستغرقا فى قراءة ديوان «المتنبى» بتحقيق العلامة الشيخ محمود شاكر، راح رجاء النقاش يحكى بحماس عن الاكتشاف المذهل الذى توصل إليه الشيخ شاكر، حيث أثبت من خلال تحليل عميق لقصائد المتنبى أنه كان يعيش قصة حب خفية مع أخت سيف الدولة، الذى كتب فيه المتنبى أجمل مدائحه وأعظم قصائده، وعاش فى كنفه أسعد أيامه، ووقع فى غرام أخته، واستخرج الشيخ شاكر بمهارة تطورات هذا الغرام من شعر المتنبى، فى اكتشاف مذهل لم يسبقه إليه أحد من النقاد والمحققين، على كثرة ما صدر عن المتنبى من دراسات وكتب!. كان رجاء النقاش من المفتونين بشاعر العربية الأكبر والأشهر، وفى تلك الليلة راح يقرأ بحماس بعض قصائده، ويتوقف كثيرا ليشرح ما أستغلق عليّ من الكلمات والمعانى، ويرجع إلى قواميس اللغة ليراجع ويتأكد ويجدد معلوماته، ولما أنهكه هذا الجهد طلب منى قراءة إحدى القصائد، قرأت إلى أن وصلت إلى بيت يقول فيه المتنبي: مالى أكتّم حبا قد برى جسدى / وتدعى حب سيف الدولة الأمم، فإذا به يهب واقفا كمن لدغته نحلة، ويأمرنى بانفعال مفاجئ بالتوقف عن القراءة ويسحب الديوان من يدى ويقول فى غضب: ايه ده؟ أنت كسرت البيت! وشرح لى بعصبية أن هناك شدة على التاء فى كلمة ( أكتّم )، وأننى نطقت الكلمة دون شدة مما تسبب فى خلل فادح بالمعنى والوزن، وكنت مذهولا أن يكون كل هذا الغضب بسبب شدة على حرف، وقال بحدة: يا أخى أنتم جيل يسئ إلى اللغة العربية..روح اشترى لك كتاب فى النحو والصرف من سور الأزبكية بربع جنيه علشان تتعلم..! ورغم أنه يعلم أن علاقتى بالعربية متينة وبالشعر وثيقة، إلا أنه لم يسمع ولم يقتنع بدفوعاتى ومبرراتى ولم يستسغ حججى، ظل منفعلا بسبب الشّدة، التى رأى فى سقوطها إهانة لا تغتفر للعربية ولمقام المتنبى.. وعقابا لى حرمنى ليلتها من العشاء معه لغلطتى فى حق أبو الطيب!. (3) كان لى المعلم والملهم لا يبخل بعلم ولا ثقافة ولا تجربة، دخلت عليه مرة بمقال كتبته بنزق الشباب تعليقا على أغنية كتبها الشاعر الكبير عبدالوهاب محمد وغنتها لبلبة، رأيت أن كلماتها لا تليق بالشاعر الذى كتب لأم كلثوم: فكرونى وحب ايه وحكم علينا الهوى، ولا يصح أن يبتذل شاعر عظيم موهبته مهما يكن السبب، والذى كتب لسيدة الغناء « أنت ما بينك وبين الحب دنيا..ما تطولها ولا حتى بخيالك « لا يصح أن يكتب للبلبة « امسك أعصابك يا حبيبى «!. قرأ المعلم المقال بتأن ثم وضعه فى درج مكتبه، وقال بهدوء: هايل..لكنه لن ينشر! ثم أعطانى درسا فى الانسانية: « عبدالوهاب محمد مريض..ولا يمكن أن أجرح فنانا فى محنة..يكتب ما يشاء وعلينا أن نلتمس له ألف عذر..نصيحة منى لا تكتب بدافع الغضب..بل اكتب بحب ولو عن خصومك «! درس آخر.. اصطحبنى مرة لمشاهدة مسرحية «الجميلة والوحشين» وكانت تعرض على مسرح الزمالك، ويقوم ببطولتها ليلى علوى وعلاء ولى الدين وصلاح عبدالله وعدد من النجوم، وبعد نهاية العرض أصرت ليلى على دعوته مع أبطال المسرحية على العشاء، وذهبنا إلى محل كباب شهير فى السيدة زينب، كنا أكثر من 15 شخصا، وأكلنا وشربنا حتى مطلع الفجر، وتسلل الأستاذ فى هدوء وغاب دقائق ثم عاد، وفوجئ الجميع بأنه دفع الفاتورة كاملة، وفى سيارته ونحن فى طريق العودة سألني: معاك فكة؟ انزل اشترى لنا الجرايد!، ونزلت متفاجئا، حيث تعودت أنه هو الذى يشترى الجرائد، وعرفت منه فيما بعد أنه دفع أكثر من 800 جنيه ( وهو مبلغ لو تعلمون عظيم بحسابات تلك الأيام )، وبعد أن دفع البقشيش الذى يليق به، لم يتبق فى جيبه شيء، واستلف منى ثمن الجرائد!. ولما سألته مداعبا: فيه صحفى يعزم ليلى علوي؟ رد بصرامة: الصحفى لازم يكون عنده كبرياء! وكان درسا عمليا فى الكبرياء!. وتعمقت علاقتى الإنسانية به واتخذت شكل «البنوة» إلى حد أنه اختار لى زوجتى، وكان وكيلى وكفيلى وشهد على عقد القران واختار من يغنى فى حفل الزفاف! ( 4 ) كان رجاء النقاش من الحكائين العظام، كان ساحرا آسرا إذا ما حكى، وكنت أدوّن أحيانا ما يحكيه من فرط عذوبته وصدقه وفيض معانيه، وأنقل هنا بعضا مما دونّته فى أوراقى من حكاياته دون التقيد بترتيب زمني: فى عام 1999 كانت هناك جلسة تحضير لإصدار مجلة «القاهرة» بحضور الكاتب والمترجم طلعت الشايب / حكى رجاء تلك الحكاية: كان فى بلدتنا (منية سمنود) صديق لأبى اسمه إبراهيم أبو زهرة، كان مثقفا وأديبا وعنده مكتبة ضخمة أنفق على شرائها كل ما يكسبه من أموال، وكان مدرسا إلزاميا مثل والدى، لكنه لم يتزوج ولم يكن له أولاد، فكان يخصص الجزء الأكبر من دخله لاقتناء الكتب النفيسة خاصة كتب التراث..وكانت فى بيته حديقة صغيرة يجتمع فيها مع أصدقائه وعلى رأسهم والدى ليقرأوا أمهات كتب التراث ويفتحوا نقاشا حولها..ومن مكتبة إبراهيم أبو زهرة كنت أستعير ما أشاء من كتب وأعيدها بعد قراءتها، وتشكل وعيى مبكرا بفضل تلك المكتبة..وفى مكتبة «أبو زهرة» كانت توجد المجلدات الكاملة لمجلة «الرسالة «، أشهر مجلة أدبية فى الشرق وقتها، وطالعت أعدادها بشغف، وتمنيت طويلا أن أمتلك يوما نسخة من « مجلدات الرسالة» كمثل الموجودة فى مكتبة «أبو زهرة»..تدور السنون وآتى إلى القاهرة للدراسة وأستقر بها وأحقق قدرا من النجاح فى العمل الصحفى وتتحسن ظروفى المالية، فقررت الذهاب إلى سور الأزبكية لشراء مجلدات «الرسالة» وتحقيق حلم الصبا، ووجدت نسخة جيدة دفعت ثمنها، ولما رجعت إلى البيت وبدأت التقليب فيها كنت على موعد مع مفاجأة مذهلة، إنها نسخة إبراهيم أبو زهرة، وتحمل اسمه، النسخة التى فتنتنى فى صباى وحلمت باقتنائها، فإذا بها ملكى بعد كل هذه السنين، وكلما رجعت إليها أتذكر على الفور صاحبها وذكريات صباى ). (5) وفى نفس العام مررت على الأستاذ رجاء فى البيت حوالى السابعة مساء وذهبنا لموعد مع يوسف معاطى والمخرج عبداللطيف زكى فى كافيتريا الطابية بالهرم، ويرتبط معاطى بصداقة خاصة مع صاحبها ويذهب للكتابة فيها ويعاملونه معاملة خاصة..سبب اللقاء عرض جاء به يوسف وزكى لرجاء لتأسيس جريدة جديدة..كانت شهية رجاء مفتوحة للحكى..من بين ما حكاه: فى يوم عزمنا يوسف إدريس فى بيته، أنا وعبدالحليم حافظ وصافى ناز كاظم ولويس عوض.. وأستأذن منا يوسف لدقائق وخرج لأمر مهم وتركنا مع زوجته.. وغاب طويلا لأكثر من ساعتين، ولما عاد كان يلف ذراعه بشاش ويصحبه ضابط بوليس..خير يا يوسف؟..حكى لنا أنه ذهب إلى المسرح حيث كانت تعرض مسرحيته ( المهزلة الأرضية )، حيث تلقى مكالمة من صديق يخبره أن الممثلين شوهوا النص ويتعمدون الخروج عليه فذهب ليتأكد بنفسه، وفعلا وجدهم يخرجون عن النص، فثار وهاج وصعد إلى خشبة المسرح وألقى خطبة عاصفة فى الجمهور يعلن فيها اعتراضه على تشويه النص وإهانة أفكاره، ودخل فى جدل مع المخرج تطور إلى خناقة، وأصر على الذهاب إلى قسم البوليس لتحرير محضر ضد المخرج والممثلين، ومن فرط انفعاله أثناء التحقيق ضرب المكتب بقبضة يده فانكسرت، وأحضر له الضابط ربطة شاش لف فيها يده المكسورة وأوصله بنفسه إلى البيت، وكنا فى ذهول مما يحكيه ببساطة..كان يوسف إدريس شخصية استثنائية مثيرة أدبيا وإنسانيا، وأظن أن معدنه الأدبى يفوق نجيب محفوظ، لكن عيبه القاتل أنه مثل البركان ينفجر ويفور ويخرج كل ما فى جوفه من إبداع دفقة واحدة، ثم يبرد ويهمد لفترة طويلة، عيبه كان عدم النظام وعدم الراحة الداخلية، أما نجيب محفوظ فكان رجلا منظما جدا ومنضبطا فى كتاباته وأكثر منه راحة نفسية داخلية، لذلك حافظ نجيب على موهبته ورعاها إلى آخر العمر..موهبة يوسف كانت متوحشة ولا تقل عن تشيكوف..لكن شخصيته كانت حادة جدا وانعكست على قصصه فتجدها قاسية عنيفة..واقعية عارية خالية من الرومانسية..خذ مثلا قصة رجل الدين المتزمت الذى منع زوجته من الاختلاط بجيرانه وحجبها عن العالم.. وكان يسكن فى دور علوى يصعد له بسلم خشبى..فلما حملت زوجته وجاء أوان ولادتها وفاجأها الطلق لم يستطع أن ينزل بها من السلم، وتجمهر الجيران والشارع كله على أصوات استغاثاتها، وتمت الولادة على الهواء، ورآها الناس عارية، ولم يستطع زوجها المتزمت أن يمنع الفضيحة..قصة مدهشة لكنها موجعة وقاسية..وحادة كصاحبها!.