هناك مؤشر رقمى عالمى يقيس مدى فساد الدول اسمه مدركات الفساد ويستند آخر مؤشر «يناير الماضي» إلى 13استطلاعا وتقييما للفساد أجراه خبراء لتحديد درجة انتشاره فى 180 دولة وإقليما، عن طريق إسناد درجة تتراوح بين، «الأكثر فسادا» و100«الأكثر نزاهة». وقد حصل أكثر من ثلثى الدول على درجة تقل عن 50 نقطة، حيث إن معدل الدرجات بلغ 43 نقطة. ومنذ سنة 2012، لم تحرز سوى 20 دولة تقدما فى درجاتها، من بينها استونيا وساحل العاج، ومصر، فى حين تراجعت 16دولة تراجعا ملحوظا، من بينها أستراليا وتشيلى ومالطا. وتتصدر المؤشر كل من الدنمارك ونيوزيلندا حيث حصلتا تباعا على درجتى 88 و87. فى حين احتلت الصومال وجنوب السودان وسوريا أدنى مراتب المؤشر حيث حصلت تباعا على 10و13درجة. وبعيدا عن الأرقام، فإن الفساد فى الأصل قضية اجتماعية، تتعلق بإدارة الدولة والشفافية، ومكافحته أساس للإصلاح السياسى والاقتصادى والمجتمعي، كما تعد المؤشر الأكبر للتطور الديمقراطى فى أى دولة، وقد خاض فى كنهته، أى الفساد، المفكرون، عربا وعجما، لتأثيره الضخم على المجتمعات، فيقول فريدريك نيتشه: مليئة الأرض بالفائضين عن اللزوم، والحياة قد داخلها الفساد بسبب هذا الفائض من الفائضين. ويقول لورد أكتون: القوة تؤدى إلى الفساد, والقوة المطلقة تؤدى إلى الفساد المطلق. بينما يقول نجيب محفوظ: نستنشق الفساد مع الهواء فكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقى لنا؟!. ويقول عبد الكريم بكار: الحروب الداخلية لا تقضى على الفساد وإنما توفر فرصا جديدة له. ويقول عباس محمود العقاد: الأمة التى تحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد. لمزيد من مقالات ◀ أيمن المهدى