سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس سريلانكا يأمر بعزل وزير الدفاع ومفتش الشرطة وإقالات واسعة بقيادات الأمن.. تحديد هوية 8 انتحاريين من بينهم امرأة.. واعتقال أفراد من «العائلة الانتحارية» فى كولومبو
فى أحدث تداعيات تفجيرات «الأحد الأسود» فى سريلانكا، تعهدت الحكومة بموجة إقالات فى أجهزة الأمن وقيادة الشرطة بعد الاعتراف بتلقى تحذيرات مخابراتية بهجمات محتملة قبل وقوع المذبحة بعشرة أيام فى تقصير أمنى جسيم، وذلك فى الوقت الذى فككت فيه قوات الجيش عبوة ناسفة عثر عليها بالقرب من صالة للسينما فى العاصمة كولومبو، فيما واصلت الشرطة الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن منفذى الاعتداءات وأعلنت عن اعتقالات جديدة. من جهته، أصدر الرئيس مايثريبالا سيرسينا أمس توجيهات لاثنين من المسئولين رفيعى المستوى بالتنحي، وسط اتهامات بأنهما لم يقوما بالتحرك واتخاذ إجراءات فى ظل معلومات سرية مسبقة بشأن هجمات انتحارية محتملة التى تم تنفيذها الأحد الماضى. وأعلن متحدث باسم مكتب الرئيس أنه تمت مطالبة وزير الدفاع هيماسيرى فيرناندو والمفتش العام للشرطة بوجيث جاياسوندارا بتقديم استقالتهما. وكان قائد الشرطة السريلانكية قد أصدر تحذيرا فى 11 أبريل من احتمال وقوع تفجيرات انتحارية تشنها «جماعة التوحيد الوطنية» كما وردت تحذيرات من وكالة مخابرات أجنبية. وذكرت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أن جهاز المخابرات الهندى مرر معلومات محددة على غير العادة فى الأسابيع التى سبقت الهجمات، مشيرة إلى أن جزءا من تلك المعلومات جاء من مشتبه به ينتمى لتنظيم داعش محتجز لدى السلطات الهندية. وفى سياق متصل، أعلن نائب وزير الدفاع فى سريلانكا روان ويجيواردين أن التحقيقات أكدت وجود 9 مفجرين انتحاريين تم تحديد هوية ثمانية منهم من بينهم امرأة، مشيرا إلى أن أحد الانتحاريين درس فى أستراليا وبريطانيا. وأشارت تقارير إخبارية إلى أن من بين منفذى الهجمات الانتحارية، شقيقين مسلمين، نجلى تاجر توابل ثرى فى كولومبو وينتميان إلى «عائلة انتحارية» بالكامل. وحسبما ذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فإن الشقيقين إلهام إبراهيم وإنشاف، فجرا نفسيهما فى فندقى «شنجرى لا» و«سينامون ريد»، بعدما دخلا بمثابة عميلين يريدان تناول وجبة الفطور، وحين داهمت الشرطة بيت أحد الأخوين، قامت زوجة أحد الانتحاريين بتفجير نفسها، مما أدى إلى مقتلها ومصرع اثنين من أبنائها وثلاثة من أفراد الشرطة.واعتقلت الشرطة عددا من أفراد الأسرة. وتحقق الشرطة أيضا فى إعلان تنظيم داعش الإرهابى أمس الأول مسئوليته عن الهجمات ، فيما اعتقلت 18 شخصا آخرين مشتبه بهم فى عمليات مداهمة ليلية ليصل عدد المعتقلين حتى الآن إلى 58 شخصا. يأتى ذلك فى الوقت الذى فككت فيه قوات الجيش عبوة ناسفة قرب صالة سينما سافوى فى كولومبو،مما تسبب فى انفجار تحت السيطرة دون وقوع إصابات.وعلى ما يبدو فإن العبوة كانت مجهزة لتنفجر يوم الأحد الماضي، وتم اكتشافها أمس. ومن جهته، قال ساراث فونيسكا القائد السابق لجيش سريلانكا ووزير التنمية الإقليمية أمام البرلمان إنه يعتقد أن تفجيرات عيد القيامة «لا بد وأنه جرى التخطيط لها طوال 7 أو 8 سنوات على الأقل». وقال لاكشمان كيريلا العضو بالبرلمان إن مسئولين كبارا تعمدوا حجب معلومات مخابراتية تفيد باحتمال تعرض البلاد لهجمات، مضيفا أن مجلس الأمن عقد اجتماعا برئاسة سيريسينا رئيس البلاد فى 7 من أبريل الجاري، إلا أنه لم يتم نشر المعلومات على نطاق أوسع، على حد قوله. ومن ناحية أخري، أكدت ألاينا تبليتز السفيرة الأمريكية فى سريلانكا أن واشنطن لم يكن لديها علم مسبق بالتفجيرات والتى كان من بين ضحاياها أربعة أمريكيين، لكنها تعتقد الآن أن هناك مخططات إرهابية مستمرة فيه. وأضافت «يمكن للإرهابيين الهجوم دون سابق إنذار، والأهداف النموذجية هى التجمعات الكبيرة والأماكن العامة»، وتابعت أن واشنطن تجرى تحقيقات مشتركة مع كولومبو بشأن التفجيرات. وكان مسئول سريلانكى أكد مطلع الأسبوع الجارى أن الهند والولايات المتحدة قدمتا معلومات قبل الاعتداءات. وفى غضون ذلك، أكدت جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا أن حكومتها لم تكن على علم بأى معلومات تشير إلى أن الهجوم العنيف كان ردا على واقعة إطلاق النار بمسجدين فى كرايست تشيرش الشهر الماضى وذلك ردا على تصريحات وزير الدولة السريلانكى لشئون الدفاع روان ويجيواردين بأن تحقيقا أوليا كشف عن أن التفجيرات كانت ردا انتقاميا على هجوم المسجدين. جاء ذلك فى الوقت الذى ارتفعت حصيلة ضحايا التفجيرات إلى 359 قتيلا، وفق ما ذكرت الشرطة أمس.