بعد يوم من قرار إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ب «تصفير» صادرات البترول الإيراني، صادق البرلمان الإيرانى على قرار إدراج القيادة المركزية الأمريكية والقوات التابعة لها فى منطقة غرب آسيا على لائحة الإرهاب. ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا»، فقد نص القرار على أنه :«بهدف مواجهة القرار الأمريكى بوضع الحرس الثورى على لائحة الإرهاب، ونظرا لأنه بحسب المادة 150 من القانون الأساسى لطهران، فإن الحرس الثورى من القوات الدفاعية الإيرانية الرسمية، فقد صوت النواب على اعتبار القيادة المركزية الامريكية المعروفة والقوات التابعة لها فى منطقة غرب آسيا قوات إرهابية، وأى تعاون معها عسكريا واستخباراتيا وماليا وتقنيا وتعليميا وخدميا ولوجستيا لمواجهة الحرس الثورى وإيران يعتبر عملا إرهابيا». وذكرت وكالة أنباء «تسنيم» شبه الرسمية أن نحو 168 نائبا من بين 210 أعضاء فى البرلمان الإيرانى صوتوا لمصلحة مشروع القانون. ويأتى قرار مجلس الشورى اليوم بعد إعلان الولاياتالمتحدة أنها لن تمنح المزيد من الإعفاءات للدول المستثناة من العقوبات الأمريكية على قطاع النفط الإيراني، ومن المقرر أن تنتهى الإعفاءات الحالية فى الثانى من مايو المقبل. وأكد وزير البترول الإيرانى أن الولاياتالمتحدة ترتكب خطأ سيئا بتسييس النفط واستخدامه كسلاح، مضيفا أن الولاياتالمتحدة لن تحقق حلمها بخفض صادرات النفط الإيرانى إلى الصفر. وقال التليفزيون الإيرانى إن: «مشروع القانون يسمح للحكومة باتخاذ إجراءات حازمة وانتقامية ضد الأنشطة الإرهابية للقوات الأمريكية التى تعرض مصالح إيران للخطر.. ويجب على الحكومة استخدام جميع التدابير القانونية والسياسية والدبلوماسية ردا على الإجراءات الأمريكية». وردا على مواصلة واشنطن ضغوطها على إيران، صرح الجنرال على تنكسيرى قائد البحرية التابعة للحرس الثورى أمس بأن إيران ستمنع جميع الصادرات من السير عبر مضيق هرمز فى الخليج إذا تم منع طهران من استخدام الممر المائي، حيث ينتقل خمس استهلاك النفط العالمى فى طريقه من منتجى الشرق الأوسط إلى الأسواق الرئيسية. من جانبه، كتب محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى فى حسابه على موقع «تويتر» إن الضغط الاقتصادى المتزايد على إيران أظهر أن واشنطن فى حالة ذعر ويأس. وفى إطار ردود الأفعال المتوالية على قرار «تصفير النفط الإيراني»، دعت السعودية أمس إلى مواصلة الضغوط الدولية على إيران لحثها على وقف سياساتها «المزعزعة للاستقرار»، مشيرة إلى أنها ستنسق مع منتجى نفط آخرين لضمان إمداد كاف من الخام وسوق متوازنة. وأعرب إبراهيم العساف وزير الخارجية السعودى فى بيان عن ترحيب بلاده «البالغ» بتشديد الولاياتالمتحدة عقوباتها على إيران، معتبرا أنها «خطوة لازمة لحمل النظام الإيرانى على وقف سياساته المزعزعة للاستقرار، ودعمه ورعايته للإرهاب حول العالم». وشدد وزير الخارجية على موقف المملكة «الثابت من ضرورة مواصلة الجهود الدولية لحمل النظام الإيرانى على الالتزام بمبادئ القانون الدولى ووقف تدخلاته السافرة فى الشئون الداخلية للدول الأخرى ونشاطاته التى أدت إلى جلب الفوضى والخراب للعديد من الدول». وفيما يتعلق برد فعل الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط فى العالم، قال دارمندرا برادان وزير النفط والغاز الطبيعى الهندى إن الهند ستحصل على مزيد من الإمدادات من دول أخرى من كبار منتجى البترول لتعويض فقد النفط الإيراني. وفى سياق متصل، تأثر سعر الريال الإيرانى بعد إعلان واشنطن تشديد القيود على صادرات النفط الإيرانية حيث تراجع سعر صرف العملة الإيرانية مقابل الدولار وبلغ أمس الأول (140500) ريال إيراني.