لم تقف إيران أمام التهديد الأمريكي الذي أعلنته الخارجية الأمريكية بأنها تسعي لتصفير صادرات إيران من النفط, مكتوفة الأيدي, بل جاءت التهديدات من هنا ومن هناك تندد بما تقدم عليه واشنطن بشأن طهران والتي كان آخرها تهديد الحرس الثوري الإيراني أمس بمنع صادرات النفط من الدول المجاورة إذا تعرضت صادرات إيران للحظر بموجب العقوبات الدولية. ونقلت وكالات أنباء إيرانية رسمية عن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قوله إن الحرس الثوري الإيراني مستعد لتطبيق سياسة تمنع صادرات النفط الإقليمية إذا تم حظر مبيعات الخام الإيرانية, وأشاد سليماني بتهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن الدول الأخري بالمنطقة لا يمكنها تصدير النفط إذا منعت إيران من بيع الخام. وفي مسعي أمريكي لدفع القيادة الإيرانية إلي تغير سلوكها الإرهابي بالمنطقة أعلن منذ أيام مسئول أمريكي كبير أن الولاياتالمتحدة تهدف إلي خفض إيرادات طهران من النفط إلي الصفر, وقد اعتبر رئيس إيران التي تعد ثالث أكبر مصدر للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول( أوبك), وتصدر نحو مليوني برميل من الخام يوميا منع تصديره بلاده للنفط محض خيال ولا يمكن تنفيذه وأن أمريكا بهذا تعدت كل الحدود والأعراف الدولية وأشار كبير المستشارين السياسيين بالخارجية الأمريكية براين هوك, إلي أن بلاده تسعي إلي تصفير مكاسب طهران من النفط الخام, موضحا أن50 شركة أعلنت نيتها تقليص علاقاتها التجارية طهران, كما أكد المسئول أن هدف الولاياتالمتحدة هو الوصول بحجم واردات أكبر عدد ممكن من الدول من النفط الإيراني إلي صفر في أقرب وقت ممكن, مشيرا إلي هناك طاقة إنتاجية احتياطية عالمية في سوق النفط تكفي لتغطية انخفاض إمدادات الخام الإيرانية. ولم يكن الحرس الثوري الإيراني بعيدا عن الإدارة الأمريكية التي سعت لتصنيفه علي قائمة المنظمات الإرهابية وهو الآن كما قال مسئول أمريكي منذ أيام أن ملف الحرس الثوري مطروح علي طاولة الإدارة الأمريكية, وأنها تناقشه في الوقت الحالي, بل أن وزير الخارجية مايك بومبيو, يؤيد وبشده هذا القرار. ولم تكن هذه المرة الأولي التي يتم وضع ملف الحرس الثوري الإيراني للمناقشة لتصنيفه تنظيم إرهابي, فهذه الخطوة مطروحة منذ شهور, وتدرس بشكل مكثف كجزء من التصعيد في استراتيجية واشنطن تجاه طهران خاصة أن هذا القرار سيتيح للبيت الأبيض فرصة تجميد الأصول التابعة للحرس الثوري وفرض حظر سفر إلي جانب عقوبات جنائية بالتوازي مع العقوبات الاقتصادية المفروضة حاليا. مسئولون عسكريون يخشون أن يؤدي القرار إلي رعاية إيران عمليات إرهابية ضد القوات الأمريكية في العراق, وغيرها من مناطق يسيطر عليها الإيرانيون حسب ما نقلت سي إن إن.