أكد اطباء الجهاز الهضمى والكبد الفوائد الصحية والنفسية للامتناع عن الطعام لساعات طويلة، حيث يساعد الجسم على التخلص من السموم الغذائية المخزنة داخل الكبد والطحال ويجدد خلايا الجهاز الهضمي، كما يحسن حالة مرضى السكر إذا ما التزموا بتنفيذ التعليمات الخاصة بجرعات الدواء والكميات المناسبة من الطعام التى تحافظ على مستوى السكر فى حدوده المتوسطة. كما أعلنوا نجاح مركب دوائى جديد ممتد المفعول يعمل على تجنب ارتجاع حامض المعدة للمرىء طوال 24ساعة، ويمكن استخدامه كبديل عن الأدوية الفوارة التى لا تناسب المرضى خلال شهر الصوم، لكونها قصيرة المدي، جاء ذلك خلال ندوة علمية لمناقشة علاقة الصوم بأمراض الجهاز الهضمى والكبد والسكر، بمناسبة اقتراب شهر الصوم، ولضمان سلامة الجهاز الهضمي، ينصح الدكتور سراح زكريا أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة القاهرة بأن يبدأ الصائم بتناول كوب من الماء أو الشوربة أو العصائر مع ثلاث تمرات قبل الإفطار، لإعطاء الفرصة للمعدة للقيام بوظيفتها فى افراز العصارات الهضمية لاستقبال الطعام. كما ينصح لتحسين الهضم وتجنب الانتفاخ بأن يكون تناول الافطار على مرحلتين لضمان تناول كميات قليلة من الطعام، والتوقف عن تناول الطعام بمجرد الإحساس بالشبع، مع تناول كميات كافية من الماء خلال الفترة بين الإفطار والسحور، والإقلال من الأطعمة المقلية والاعتماد على الأطعمة المشوية والأطعمة الغنية بالألياف كالسلطة الخضراء والفاكهة لضمان الحفاظ على مستوى السكر فى حدوده الطبيعية بالدم خلال ساعات الصوم. كما نصح بعدم تناول الحلوى مع وجبة السحور لأنها تزيد من الإحساس بالعطش. ولا يجب تناول المخللات ليلا لأنها تسبب الحموضة. وفى كل الأحوال، لا يجب النوم بعد السحور مباشرة. ولفت إلى ضرورة ممارسة المشى لمدة نصف ساعة بعد صلاة التراويح. وأشار إلى أن تناول الأوراق الخضراء كالجرجير والفجل والملوخية يسبب الانتفاخ. من ناحية أخرى أكد الدكتور عمرو فطين أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس عدم الصوم بالنسبة للمصابين بأمراض الجهاز الهضمى والكبد الحادة كالتهاب الكبد الفيروسى الحاد والتهاب المرارة الحاد التى يصاحبها زيادة فى نسبة الصفراء وارتفاع فى درجة حرارة الجسم. وحالات تليف الكبد المصاحبة للتليف. ومرضى قرحة المعدة، كما نصح بضرورة أن يقلل مريض الفشل الكبدى من الدهون والملح، حيث يتسببان فى حدوث استسقاء وتورم بالقدمين. كذلك نصح بعدم الصيام بالنسبة لمرضى النزلات المعوية الحادة والنزيف الشرجى والاسهال الحاد، ومرضى القولون المتقرح والمصابين بأورام الجهاز الهضمي. أما بالنسبة لمرضى القولون، فيعد الصيام مفيدا لهم، خاصة مرضى القولون العصبي، حيث يخفف من أعراض المرض، كما يمكن لمرضى المرارة الصوم إذا لم يكونوا مصابين بالتهاب حاد. وحول تأثير مرض السكر على الصائمين، أوضحت الدكتورة ايناس شلتوت، أستاذ الغدد الصماء والسكر بجامعة القاهرة أن ارتفاع السكر يؤثر على جميع أجهزة الجسم ويقلل من حركية المعدة والأمعاء، ويزيد من ارتجاع حامض المعدة للمرىء، ويؤثر سلبيا على عمل المرارة، وقد يؤدى للإصابة بالكبد الدهني. ومن الممكن التقليل من مضاعفات المرض بضبط مستوى السكر، وتناول بعض الأدوية التى تقلل من إفراز الحامض أو تعادل تأثيره. وبصفة عامة، لا تنصح الدكتوره ايناس شلتوت بصوم مريض السكر عندما يشكل الصوم خطورة شديدةعلى صحته، كما هو الحال بالنسبة لمرضى النوع الأول المعتمدين على الانسولين بشكل متكرر، وكذلك مرضى النوع الثانى إذا كانوا يتناولون الانسولين بمعدل 4 مرات يوميا، أو من يزيد معدل السكر التراكمى بالدم لديهم على 10، حتى لا يؤثر ارتفاع السكر على الأوعية الدموية. وتنصح بالصوم فقط بالنسبة للمريض المنضبط الذى يحافظ على مستوى السكر فى الحدود المقبولة، وتشير إلى أن حقنة الانسولين لا تفطر، خاصة حقن الانسولين القاعدى الذى يمنع هبوط السكر لمستويات خطرة.