شهر أبريل هو الشهر المميز لذوى اضطراب طيف التوحد، وقد تم تخصيصه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنهاية عام 2007، دعوة لزيادة الوعى بالاضطراب حيث إنه أصبح فى زيادة مضطردة عاما بعد عام. ويعتبر اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات الغامضة نوعاً ما لذلك يطلق عليه البعض «شبح» طيف التوحد من كثرة حيرة المتخصصين فى اكتشاف أسبابه غير المعروفة حتى الآن، واختلاف أوجه النظر فيها، فبعض الدراسات تشير إلى أن الأسباب جينية وراثية، وبعضها الآخر يشير إلى أنها أسباب عضوية، ومنهم من يرى أنها أسباب نفسية أو بيئية أو عوامل إدراكية . لكن الجدير بالذكر هنا أنه مهما تعددت الأسباب لابد أن تتخذ الأم طريق الوقاية، ولكى تسلك هذا الطريق لابد أن تكون على وعى بمراحل النمو المرتبطة بعمر الطفل الزمنى أو ما يعرف «النمو الارتقائي»، وكذلك العلامات المبكرة التى تظهر فى عمر السنتين والتى تنبئ باحتمالية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد مستقبلاً، حيث إن الاضطراب تظهر أعراضه مكتملة عند عمر الثلاث سنوات. ولكى تكون مراحل النمو الارتقائى للطفل سليمة كما أشار برنامج التنمية الشاملة للطفولة المبكرة (بورتاج) منذ ميلاده حتى السنة الأولى من عمره، لابد أن يتواصل الطفل مع الأم بصريا «ينظر فى عينيها عندما تلاعبه»، وينتبه لاسمه عند النداء عليه، ويشاركها وجدانيا فيضحك عندما تلاعبه ويبكى عندما تبتعد عنه، ويلتقط منها الأشياء عندما تعطيها له، ويناغى بالأصوات ويكرر مقاطع كلمات (ما – ما). أما إذا لم تظهر على الطفل منذ السنة الأولى هذه التنمية المبكرة، فهذا ينبئ باحتمالية إصابته باضطراب طيف التوحد عند عمر الثلاث سنوات، لذا إذا شعرت الأم بوجود هذه العلامات لابد من الإسراع بالذهاب إلى الأماكن التشخيصية المتخصصة، وسرعة البدء فى التأهيل والعلاج، فكلما كان التدخل بالعلاج مبكراً كانت النتائج الإيجابية سريعة ووقائية.