بعد طول انتظار وجدل كبير، أكد وليام بار وزير العدل الأمريكى أمس عدم وجود أى دليل، ضمن تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسى المزعوم فى انتخابات الرئاسة الأمريكية التى جرت عام 2016، أو على تورط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أو حملته الانتخابية أو مسئول أمريكى آخر فى هذه المسألة. وقال وزير العدل الأمريكي، فى مؤتمر صحفى بواشنطن: «كما يوضح تقرير المحامى الخاص، سعت الحكومة الروسية إلى التدخل فى العملية الانتخابية لدينا. لكن بفضل التحقيق الشامل الذى أجراه المحامى الخاص، نعلم الآن أن العملاء الروس الذين ارتكبوا هذه المخططات لم يحظوا بتعاون الرئيس ترامب أو حملته، أو بمساعدة أى مسئول أمريكى آخر فى هذا الشأن». وأصدرت وزارة العدل أيضا نسخة منقحة للتقرير الخاص بتحقيق مولر فى هذا الشأن، حيث خلصت هذه النسخة إلى أنه «لم يثبت أن أعضاء حملة ترامب قاموا بالتآمر أو التنسيق مع الحكومة الروسية فى أى أنشطة للتدخل فى الانتخابات». كما أشارت أهم استنتاجات هذه النسخة المعدلة إلى أن التحقيق لم يثبت أن ترامب ارتكب جرائم، حيث لم يعثر التحقيق على أدلة كافية تسمح باعتبار أن أى مسئول فى حملته يمكن أن يعد »عميلا أجنبيا غير مسجل يعمل لمصلحة روسيا». ولم يكشف التحقيق أيضا عن أى تواطؤ أو تنسيق بين حملة ترامب والحكومة الروسية. ومنحت وزارة العدل قادة الكونجرس مهلة أسبوعين لدراسة النسخة من تقرير مولر، كما سيتم فتح باب الاطلاع على التقرير فى الفترة من 22 إلي26 أبريل الحالى فى مبنى وزارة العدل، ثم بعدها فى مبنى الكونجرس. وعلى الفور، أكد ترامب وجوب تحديد أسباب فتح هذا التحقيق ومنع تكرار حدوث ذلك لأى رئيس أمريكى آخر، واصفا ما حدث ب«محاولة انقلاب» على السلطة فى الولاياتالمتحدة. وقال، فى كلمته بالبيت الأبيض: «هذا يوم جيد بالنسبة لي، لا تواطؤ ولا عرقلة. وعلى صعيد رد الفعل الروسي، أعلن جيورجى بوريسينكو مدير دائرة شمال أمريكا بوزارة الخارجية الروسية أن تقرير مولر لا يتضمن شيئا قد يثير انتباها لدى موسكو، لأنه يؤكد بالفعل غياب أى أدلة على تدخل روسيا فى الانتخابات الأمريكية. ومع ذلك شنت وسائل الإعلام هجوما على ترامب حيث ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية فى مقالها الافتتاحى أن «تبرئة الرئيس الأمريكى ترامب من التآمر مع روسيا لا تعنى أن متاعبه قد انتهت». وكتبت الصحيفة أنه بغض النظر عن التهمة الأساسية، فإن ترامب لم يخرج سالما تماما من التحقيق، فالمحقق مولر أكد أن الحكومة الروسية دعمت فوزه بالرئاسة، وعملت من أجل تحقيق هذا الهدف، وأن حملته كانت تتوقع أن تستفيد من المعلومات التى سرقت من خادم هيلارى ثم سربت بمجهود روسي.