مشهد قطار الجمال يبدو مهيبا عندما تتخذ طريقها نحو الصعود إلى جبل سانت كاترين وبقية المزارات فى تلك البقعة المقدسة فى قلب سيناء. كما يشرح لنا البدوى أحمد موسى الجبالي، فرغم كثرة أعداد الجمال والجمالين الذين يعملون فى نقل الزوار من وإلى الجبال، إلا أن هناك نظاما صارما يسرى على الجميع وهو نظام قديم منذ أن عرفت الحركة السياحية طريقها إلى قمم جبال سانت كاترين، فهناك توزيع لحصص الجمال والجمالين حسب عدد كل فرع من قبيلة «الجبالية» التى سكنت الدير منذ مئات السنين. ورغم تعقيد حسبة نظام توزيع العمل التى طال شرحها، فإن نظام التوزيع فى الموقف المخصص للجمال يسير بدقة عقارب الساعة مع التزام شديد من الجمالين بدور كل منهم ويندر أن تحدث خلافات ولو حدثت فلن تكون لهذا السبب وسرعان ما يتم حلها حسب النظام الذى يخضع له الجميع. هنا تحت سفوح جبال سانت كاترين وموسى والتجلى «المناجاة» تفرض قداسة البقعة المباركة نفسها على الجميع، فترى وجوه العاملين ضاحكة مستبشرة رغم الصعوبة المناخية والوعورة الجغرافية للمكان، أما الجمال فتراها فى صمتها المهيب وهى تصعد التلال الصخرية ميممة وجهها نحو قمم الجبال وكأن هناك مناجاة سرية بلغة لا يعرفها سواهم.