أيام وتحل علينا ذكرى عيد تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى منذ 37 عاماً، والتى يتعامل معها البعض للأسف على أنها لاتتجاوز حدود مناسبة وطنية، أو مجرد يوم إجازة رسمى نستمع فيه لبعض الأغنيات الوطنية أو نشاهد فيه دراما تذكرنا بحرب فات أوانها!. ان هذا التعامل ليوم تحرير سيناء هو عار على هؤلاء لأنه يُبخس هذا الشعب وجيشه الكثير من حقه، ليس فقط فى قدرته على الانتصار فى حرب مع عدو شرس، ولكن أيضاً فى قدرته على تحقيق ماهو أكثر من المستحيل!. بعد نكسة يونيو، لم يكن أحد لُيصدق أننا قادرون على الانتصار، أو حتى الوقوف عند حد هذه الهزيمة، بل توقعوا مزيداً من الهزائم والكثير من الانكسارات.. وقتها شد الشعب المصرى وجيشه رحاله إلى تحقيق المُعجزة فحقق ماأراد، وفرض كلمته على العالم ليوافق على التفاوض، الذى أدى فى النهاية إلى استعادة الأرض، وهى العقيدة الراسخة لشعب مصر وجيشها، فهى عرض وشرف أجدادنا وآبائنا وستبقى مع أحفادنا حتى الموت!. نعم حررنا الأرض فى وقت المستحيل.. وقتما لم يكن العالم كله ليصدق هذا، وبقى لنا نحن أن نُصدق أنفسنا، أننا قادرون على أن نحرر نفوسنا من اليأس والإحباط والتشاؤم.. قادرون على تحرير مجتمعنا من الفساد وأصحاب المنافع الضيقة،وذوى القدرات المحدودة.. قادرون على حُسن الاختيار فى كل ماهونافع لهذا البلد ويحقق مصالح المجموع. نعم حررنا الأرض، وبقى أن نحرر الوطن من النفوس الفاسدة التى لاتريده حراً مُستقلاً، قادراً على البقاء من أجل أغراضهم!. فى تاريخ الأمم المستحيل ليس فقط أن تُحقق نصراً عسكريا، لكن الأهم هو أن تنتصر على نفسك للحفاظ على النصر. لمزيد من مقالات حسين الزناتى