من حق اللواء حسنى مبارك ، قائد القوات الجوية فى حرب السادس من اكتوبر، أن يقف من خلف نافذته بمستشفى المعادى العسكرى للقوات المسلحة فى يوم عيد تحرير سيناء، ليرد تحية العشرات من أنصاره ، ومؤيديه إحتفالًاً معه بعيد تحرير سيناء . .. من حق الرجل - وهو على ذمة قضايا حبسه – ألا ينسى أنه أحد قادة حرب أكتوبر ، وأن يسترجع ذاكرته ، بأنه هو هذا الرئيس الذى وضع علم مصر ، فوق آخر قطعة أرض , كانت تدنسها قدم الإحتلال الإسرائيلى , وقتما كان العالم كله يتطلع إلى الحدث المُعجزة فى وقتها . ليس من حقنا ولا حق غيرنا أن ننكر دور حسنى مبارك , قائد القوت الجوية فى حرب اكتوبر , ولا أن نبخس دوره العسكرى ، فى حرب تحرير الأرض , و محو عار الهزيمة من بين أدوار، مجموعات أخرى من أشرف خلق الله من أبناء جيشنا ، الذين وقفوا يفدون الوطن بدماءهم , وأراوحهم دون إنتظار لتصفيق ، أو إشادة , أو لشهرة ، أو جاه . .. نعم فى يوم تحرير سيناء ، من حق مبارك أن يقف خلف النافذة ب "زهو" ليرد تحية مؤيديه , فالتاريخ لايستطيع أن يطمس دوره العسكرى . ..أما نحن ، فمن حقنا أن نتذكر السنوات الأخيرة من حُكمه كرئيس , وهى السنوات التى حولت البلد إلى " عزبة" لرجال أعماله ، وشلة من "الفاسدين " , وهى نفس السنوات التى تحول فيها الشعب إلى " أنفار" فى تكية أسرته . .. من حقنا أن نتذكر فساد نظامه وجرائمه السياسية ، دون أن نطمس رصيده بأنه عاش وشارك ، وفعل ، وساهم فى إدارة حرب تحرير سيناء ، وهو الرصيد الذى لايستطيع أن يزايد عليه أحد ، لأنه وقتها كان يرتدى , بدلة الشرف العسكرية ، قبل أن يتلوث بمياه السياسة ، ويتذوق طعم السلطة وشهوتها . .. من حقنا أن نتعجب من هؤلاء الذين يقولون " ولايوم من أيامه " رغم أن كل أيامنا الحالية ، جاءت على أثر سياساته , وسوء إدارته للبلاد . إن أهم مافى تجربة مبارك ، أنها ستبقى نموذجاً حياً ، يجب أن يتعظ منها ، أى حاكم قادم لمصر. لمزيد من مقالات حسين الزناتى