أعادت الجولة الإفريقية التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى كل من غينيا وكوت ديفوار والسنغال ، أجواء الريادة المصرية للقارة الإفريقية. كما أعادت روح التقدير الشعبي والرسمي المتبادل الذى عاشته مصر مع أشقائها في إفريقيا فى ستينيات القرن الماضى فى عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذى تكرر ذكره مراراً خلال هذه الجولة مع أسماء الزعماء المحررين لإفريقيا من الاستعمار، والمؤسسين لوحدتها ، وتحديدا أحمد سيكوتورى فى غينيا ، وفيليكس بوانييه فى كوت ديفوار ، وليوبولد سنجور فى السنغال . فقد أكد تقرير أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات ، عن نتائج جولة الرئيس فى الدول الإفريقية الثلاث ، أن القراءة الأولية لهذه الجولة ، تكشف عن العديد من الملاحظات ذات الدلالات السياسية العميقة من بينها ، أن هذه أول جولة للرئيس السيسى إلى دول إفريقية منذ تسلمه رئاسة مجلس رؤساء وقادة دول الاتحاد الإفريقى فى 10 فبراير الماضى ، أى بعد شهرين فقط من تسلم الرئيس المهمة التي أولاه إياها قادة إفريقيا ، الأمر الذى يؤكد جدية مصر وإدراك قيادتها لمسئوليتها إزاء القارة ، وترجمة هذه المسئولية إلى واقع ملموس يعزز علاقات مصر بدول القارة ، ويحقق التواصل والتشاور السياسى ، لحل المشكلات الإفريقية ، وبناء علاقات تعاون متطور يحقق مصالح شعوبها ، وآمالها فى الاستقرار والتنمية والرخاء . وخلال الشهرين الماضيين كان سجل التحرك المصرى حافلاً من أجل القارة الإفريقية ، بدءا من نشاط الرئيس فى مؤتمر ميونيخ للأمن ، فى 16 فبراير الماضى ، لمصلحة الاستقرار والأمن في إفريقيا ، ثم لقاء الرئيس على أرض مصر رؤساء المحاكم الدستورية والعليا في إفريقيا فى 19 فبراير أيضاً ، ثم مع نواب العموم فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 20 فبراير ، و لقاء الرئيس الشباب الإفريقى فى ملتقى الشباب العربى - الإفريقي فى أسوان 16 مارس الماضى وبمثل اهتمام الرئيس ، كان نشاط كل مؤسسات الدولة فى مصر، التنفيذية والتشريعية تجاه إفريقيا على مدى الشهرين الماضيين ، فى تجسيد عملى لبدء حقبة جديدة من التفاعل بين مصر والقارة الإفريقية.