تحت شعار «بالفن نقهر المرض النفسي» قدمت فرقة «كزاغندي» المسرحية عرضها «المدرسة» أمام نزلاء مستشفي العباسية، وهو يناقش بشكل كوميدي قضية المناهج التعليمية، وعندما تنظر الي وجوه المرضي رجالا وسيدات تري ضحكات صافية وتصفيقا حارا في إشارة إلي إندماجهم التام مع العرض. أحمد السحيمي مخرج العرض يقول: «بدأت الفرقة منذ 4 سنوات بهدف الوصول الي الناس الذين لا يعرفون شيئا عن المسرح، وقدمنا عروضنا في القري والنجوع، ورغم أننا لا نمتلك اية إمكانيات إلا أننا قررنا ان نقدم ابداعتنا في الشارع». وأضاف: إنها المرة الأولي التي نقدم فيها عرضا داخل مستشفي العباسية بالاتفاق مع إدارتها، وجميعنا سعداء بذلك لاننا أدخلنا البسمة في حياة المرضي بالمستشفي، وازدادت سعادتنا ونحن نري تفاعلهم معنا وتشجيعهم لنا. ضحكات المرضى خلال مشاهدة العرض خالد منتصر أحد أعضاء الفرقة قال: «عددنا 9 أفراد من هواة الإبداع المسرحي، وهم بالإضافة إلي المخرج، سامح سليمان ومحمد حلمي ويوسف عادل وابراهيم مطر ومنة الله» ونقدم إبداعنا المسرحي تحت مسمي مسرح الهواه «يعني احنا المنتجين واحنا اللي بنكتب واحنا اللي بنخرج، وإن شاء الله سيكون هناك تعاون مع فريق التمثيل بالمستشفي في عمل مسرحي موحد». د.مصطفي محمد السيد أخصائي أمراض نفسية بمستشفي العباسية قال: «إن العلاج النفسي كان قديما يعتمد علي الفن، مثل الموسيقي والرسم، ثم ظهر العلاج الدوائي كمرحلة ثانية، ثم عاد مرة أخري العلاج بالفن كمرحلة اولي بجانب العلاج الدوائي، وادماج المريض النفسي في العمل الفني مثل التمثيل، فهذا يسمي »سيكو دراما« وهو يعتمد علي توظيف الدراما لخدمة العلاج النفسي، حيث يأتي هذا البرنامج بنتيجة فعالة مع المريض وتأهله للحياة بشكل صحي. وأشار إلي أن كون المريض النفسي يشعر بالتركيبة الفنية ويتفاعل معها، فهو في حد ذاته علاج تأهيلي، وخاصة العمل المسرحي لان المسرح به فن شامل من موسيقي وحركة والوان، فيكون فيه التواصل أعلي ويأتي بالنتيجة المرجوة، فالعروض المسرحية تعتبر واحدة من جلسات التأهيل النفسي التي يخضع لها المرضي النفسيين، وتخصص المستشفي فقرات تأهيلية شهرية للنزلاء بهدف إدماجهم في المجتمع.